"كثرة الإنجاب".. تنافس تسجله الضرات بينهن، وأخريات للحفاظ على الزوج وإرهاقه بالمصروفات، والنصر في ذلك التنافس لا يتحقق إلا للزوجة الولود، خصوصا مع ارتفاع التكلفة المعيشية, وحتى لو كان ذلك على حساب صحتها ووقتها. وترى أكثر من امرأة أنها بسلاح الأولاد تستطيع ضمان أن يبقى زوجها لها وحدها مستقبلاً، وأنها حين تلد لزوجها عددا أكبر من الأطفال يكون ذلك مرهقاً لموازنته مما يمنعه من التفكير في الزواج من غيرها وجلب ضرة تشاركها الحياة مع زوجها. الغريب أن ذلك الصراع للحفاظ على الزوج يظل مستمرا حتى بعد تحقق ما تخشاه المرأة وإقدام زوجها على الزواج من أخرى، انطلاقا من اعتقاد بعضهن أن كثرة الأبناء تجعلها الأقرب والأكثر استحواذاً على الزوج. وعيادات النساء والولادة أكبر شاهد حي على تلك المفاهيم الخاطئة فمنهن من يكون الحمل المتكرر خطراً على حياتها إما بسبب كبر سنها أو مرضها، ومنهن من ترهق صحتها بكثرة الإنجاب في فترات متقاربة. "الوطن" التقت بعدد من السيدات في إحدى عيادات النساء والولادة لمعرفة رأيهن في ذلك التوجه من بعض الزوجات. وصادف أن وجدنا من بين المراجعات ضرتين، مريم في الشهر الخامس من الحمل، وسميرة في شهرها الأخير, وكانت المفاجأة أن واحدة منهما لها 12 من الأبناء والأخرى 9، والعدد بالطبع مرشح للزيادة، وبسؤالهما عن حالة رب الأسرة المادية أجابتا بأنها مستورة على أي حال في حين كانت ملامحهما ونبرة صوتهما تنطق بغير ذلك. حالة أخرى استرعت انتباهنا وهي سيدة لم تتجاوز الخامسة والعشرين من العمر ولها موعد عند طبيبة النساء والولادة لمتابعة حملها ولكن المفاجأة التي نطقت بها عند سؤالنا لها عن رقم حملها الحالي فأجابت بأنه الحادي عشر أي إن لها عشرة من الأبناء، وهي لم تتجاوز الخامسة والعشرين من العمر كما أكدت لنا ذلك طبيبتها التي تتابع معها حملها منذ البداية، أي إنه ما زال أمامها سنوات كثيرة تستطيع الإنجاب فيها قبل سن اليأس، وعندما سألناها عن سبب ولاداتها الكثيرة وهي ما زالت صغيرة السن مع جواز تنظيم النسل شرعاً بجعل فترة زمنية بين ولادة وأخرى، أجابت بأنها تتبع نصيحة والدتها القائلة كلما زاد عدد أولادها زادت محبتها في قلبه. أما نجلاء أم لطفلين ترى أن الوعي بمثل تلك الأمور أصبح أكثر من ذي قبل، فمعظم المتزوجات من هذا الجيل يدركن أن تنظيم النسل ضروري لتربية الأبناء بشكل صحيح على عكس الحال لو كان عدد الأبناء كبيرا فتربيتهم ستكون صعبة على الآباء. وتقول طبيبة النساء والولادة هناء شمس الدين: الأم كثيرة الولادات تسمى (Grand multi para) وهذا المصطلح ينطبق على كل أم ولدت خمس مرات أو أكثر وهن عرضة أكثر من غيرهن لبعض المشاكل الصحية أثناء الحمل والولادة مثل، الأنيميا وتسمم الحمل وارتفاع سكر الدم.