احتدم النقاش أمس في ندوة "المواطنة والانتماء في الدولة الحديثة" التي أدارتها الدكتورة ميساء الخواجة حول مفهوم الانتماء وهل يعود للحدود الجغرافية أم للمرجعية الدينية والمذهبية، ففي حين طالب البعض بجعل الوطن هو المرجعية الأولى، جاءت مطالبات أخرى باعتبار الوطن هو الأمة الإسلامية، وطالبت مشاركة بإلغاء مادة التربية الوطنية من مقررات التعليم لعدم تحقيقها أهدافها. وأشار حسين علي البيات إلى أن الأمة انتماء فكري وعقدي، بينما الوطن ارتباط جسدي، داعيا إلى اتساع مفهوم المواطنة ليشمل جميع الفئات بمختلف تياراتها، وقبول الآخر دون إقصاء، وخلق رؤية وطنية تستوعب جميع المكونات الاجتماعية للمواطنين، والحضور الفاعل للمرأة والشباب. وطالب بإعادة النظر في تمثيل المرأة في مجلس الشورى من خلال منحها فرصة المشاركة. من جانبها، عددت أستاذ أصول التربية الدكتورة فوزية البكر أبرز العقبات التي تواجه ممارسة هوية المواطنة الحديثة بوجود بعض الانتماءات المتضاربة بين أفراد المجتمع تتعارض مع المفهوم والممارسة للمواطنة وعلاقة المواطن بالدولة مثل الولاء للقبيلة مقابل الولاء للدولة الحديثة، والولاء لأمة الإسلام مقابل الدولة القطرية، وأشارت إلى الغياب الفعلي والمؤثر لمنظمات المجتمع المدني. ولفت عبدالله فدعق في ورقته الانتباه إلى أن الإحساس بالهوية نتاج طبيعي للمواطنة الصادقة، واستحالة التطابق في مختلف قضايا الفكر والفقه، مشيرا إلى أن استيعاب التيارات والأفكار هو الضمانة لتحقيق التآلف بين أبناء الوطن الواحد. وقال فدعق "إن صفة الوطنية أعمق من المواطنة"، مشيرا إلى أن الولاء للوطن وليس للقبيلة أو الفكر أو المذهب، وأن مكونات المجتمع يجب أن تستثمر في تعزيز الوحدة، والتنمية والتلاحم، مضيفا لا ينبغي أن يكون هناك صراع بين التيارات المتعددة. من جانبها، أشارت الدكتورة حسناء القنيعير إلى وجود من يدعو إلى محاربة مفهوم المواطنة باعتبارها فكرة غربية، جاءت لتهدم فكرة الأمة الإسلامية، ولفتت إلى تضارب المفاهيم حول المواطنة بين مختلف العوامل الاجتماعية والفكرية والدينية والسياسية.