"تم اختيارك عن طريق برنامج حاسوبي أجرى سحبا عشوائيا لاختيار أسماء الفائزين لعام 2011، وذلك ضمن 85 مليون عنوان بريد إلكتروني شخصي عبر محركات البحث في البلدان الإسلامية"، هذا هو نص رسالة "الاحتيال الإلكتروني"، التي كشفتها إدارة تقنية المعلومات في منظمة المؤتمر الإسلامي، والتي استخدم فيها مروجوها شعار "المنظمة"، من أجل إضافة المصداقية على احتيالهم، كما أشار بذلك المسؤول الأول عن تقنية المعلومات وجدي بن حميد القليطي، في تعليق خاص ل "الوطن". ووفقاً للقليطي تعد هذه أول محاولة بهذا "المستوى الكبير" الذي تتعرض فيه منظمة المؤتمر الإسلامي للاستغلال، منذ تأسيسها في سبتمبر عام 1969، ويتوقع مدير تقنية المعلومات أن يتراوح عدد الرسائل التي انتشرت بين "5- 10 ملايين" رسالة بريد إلكتروني. وأوضح القليطي في سياق حديثه ل "الوطن" أن "اكتشاف أسلوب التحايل"، كان عبر الأصدقاء بداية على التوالي من مصر، وماليزيا، وإندونيسيا، والسعودية، فبدؤوا في تتبع الأمر منذ "أسبوعين تقريباً"، إلا أن القليطي الذي تسلم مهامه منذ خمسة أشهر في ثاني أكبر منظمة على مستوى العالم بعد هيئة الأممالمتحدة، رجح عدم "رفع مذكرة ملاحقة قانونية"، معللاً ذلك "بصعوبة تلك الملاحقة، لعدم معرفة الجهة الحقيقية التي تقف وراء هذه الاحتيالات عبر الإنترنت"، مضيفاً أن مثل تلك الجرائم التي تعرف في عالم الشبكة العنكبوتية ب "الهندسة الاجتماعية"، لا يمكن مواجهتها إلا "بتوعية الناس بخطورة تلك الرسائل". وتشير "الرسالة المجهولة المحررة بالإنجليزية"، لصاحب البريد الإلكتروني إلى أنه تم اختياره ضمن 150 شابا مسلما للفوز بجائزة مقدارها 500 ألف دولار أميركي. من جهته حذر بيان صادر عن المنظمة من "تلك الرسالة العشوائية"، والذي وصف مروجوها بأنهم "عصابة مجهولة تستغل شعار المنظمة للاحتيال في الترويج لجوائز وهمية". وفى نفس السياق حذر مدير إدارة تقنية المعلومات بالمنظمة من فتح تلك الرسائل التي قد تحتوي على فيروسات تحدث تلفيات كبيرة في جهاز الكمبيوتر، مبيناً أن "أصحاب الرسائل الاحتيالية يهدفون إلى الحصول على المعلومات المصرفية للشخص المستهدف، تمهيدا لاستخدامها في أغراض غير شرعية ومشبوهة"، مؤكداً عدم "ورود أي معلومات من مواطني البلدان الإسلامية الأعضاء تفيد باختراق حساباتهم البنكية"، إلا أنه لم ينف "أن تكون الفيروسات المصاحبة للرسالة دمرت أجهزة الحواسيب". وادعت الرسائل الترويجية وجود شخصيات لها ثقل في العالم كرعاة للمسابقة الوهمية السنوية، مثل سلطان بروناي، وبيل جيتس مؤسس شركة مايكروسوفت، والادعاء بأن الحملة تتم بدعم من مجموعة شركات ومنظمات إسلامية، وذلك لتشجيع استخدام الإنترنت والسلام بين الإخوة المسلمين، وهو ما نفته المنظمة.