انتقد الأمين العام لجائزة الملك فيصل العالمية الدكتور عبدالله بن صالح العثيمين وزارة التربية والتعليم بإقرارها لمنهج التربية الوطنية الذي يدرس منذ عدة سنوات للطلاب، مشيرا إلى أن المنهج يعلم الطلاب واجباتهم دون حقوقهم، وأن دراسته تعد استهلاك وقت دون فائدة، مطالبا بإشعار المواطن بأنه فاعل في اتخاذ القرار وله حقوق كما أن عليه واجبات. جاء ذلك خلال رده على إحدى المداخلات بمحاضرته "الوطن والمواطنة" التي نظمتها جامعة طيبة مساء أول من أمس وقدمها عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية الدكتور سليمان الرحيلي. وتطرق العثيمين من خلالها لمفهوم الوطن والمواطنة، مشيرا إلى أن للمواطنة بمفهومها المتبنى في الوقت الحاضر لدى الأمم والشعوب مضامينها ومتطلباتها، وكثيرا ما ترددت على الألسن كلمة "وطن ومواطنة" وبعض من يرددها – بحسب قوله – قد لا يستوعب مدلوليهما، أو لا يدرك تمام الإدراك أبعاد معنى الوطن ومتطلبات المواطنة ووسائل تنميتها. وتناول المدلول اللغوي لكلمة "وطن" حيث إن لها معاني متعددة منها مكان إقامة الإنسان ومستقره وتوطين النفس على الأمور ورضائها بها، وقال: إنها تأتي أيضا بمعنى الدار المعروفة التي يسكنها فرد أو أسرة واحدة، وإن كلمة "مواطنة" تعني معايشة المرء مع القوم في وطن واحد متضمنا الانتماء إليه والولاء له وفق أداء الواجبات المقررة والتمتع بالحقوق المتفق عليها. وأوضح أن حب الوطن فطرة فطر الله الإنسان عليها وأن لرقي وطن من الأوطان وتقدمه وسعادته لابد من وجود مواطنة واعية يتم في ظلها الرقي المأمول والتقدم المنشود والسعادة المرجوة. وبين أن من أساليب التعبير عن حب الوطن إظهار الحنين إليه عندما يكون المرء بعيدا عنه، مستشهدا برسالة الجاحظ "الحنين إلى الأوطان" التي أشار فيها إلى أن الحنين إلى الوطن أمر تشترك به جميع الأمم والشعوب. وقال العثيمين: إن من الأسباب القوية لحب الأوطان والديار حب أهلها الساكنين بها بمن فيهم الحبيب والحبيبة، مستشهدا على ذلك بعدد من الأبيات الشعرية التي تغنى بها شعراء للتعبير عن اشتياقهم لأوطانهم وأحبتهم. وأكد أن الدين الإسلامي أوضح لمن تدبر قيمه ومثله حقوق المواطن وواجباته ومنها الوفاء بالعهد سواء كان بين الحاكم والمحكوم، أو بين الأفراد المحكومين أنفسهم والتوادد فيما بينهم. وأوضح الدكتور العثيمين أن للمواطن حقوقا كفلتها الشريعة الإسلامية وتعهدت قيادة المملكة أمام الله ثم أمام شعبها أن تطبق الشريعة الإسلامية، كما أن على المواطن واجبات يلزمه أن يؤديها سواء كانت من حقوق قيادة الدولة أو المواطنين المتعايشين معه في الوطن وفي الشريعة الإسلامية ما يوضح تلك الواجبات والحقوق على وجه العموم وبمراعاتها. وذكر أن إيجاد المواطنة الحقيقية بالمجتمع وتنميتها يتم بتحقيق عدة عوامل منها القدوة وتوافر العدل، وأن تحقيق العدل يجعل الناس أكثر نظاماً مما هم عليه، مبينا أن من الأمثلة التي يستدل بها على درجة وجود المواطنة "المرور" حيث إن هناك نظاما يحكمها ولكن هناك أيضا استهتارا من قبل المتهورين بالناس وبرجال المرور على حد سواء والنتيجة خسائر بشرية فادحة.