على الرغم من عمر جامعة نجران القصير ورغم أن تركيزها في المقام الأول في مثل هذه المرحلة على التدريس، إلا أنها لم تغفل البحث العلمي، استشعارا منها بأهمية تنمية هذا الجانب جنبا إلى جنب مع مهامها الأخرى وإدراكا من القائمين على الجامعة بأن هناك علاقة طردية بين تنمية البحث العلمي لدى منسوبي الجامعة من أعضاء هيئة التدريس وبين إبداعهم وابتكارهم في التدريس. وقال عميد الدراسات العليا بالجامعة الدكتور محمد الشهري إن عمادة البحث العلمي تدرس الآن دعم أكثر من 100 مشروع بحثي لأعضاء هيئة التدريس من مختلف تخصصات الجامعة وسيتم الإعلان عنها قريبا، كما أن الجامعة أدركت ومنذ تأسيسها أهمية الاستثمار في البحث العلمي لدوره البارز في بناء جسور تواصل متينة مع المجتمع وكذلك مع المنشآت الصناعية المختلفة، كما أن البحث العلمي هو القائد الحقيقي لأي جامعة لتساير الركب في مضمار التصنيفات العالمية، حيث إنه وعلى مر العصور أساس نهضة وتقدم الأمم وركن رئيس في حضارتها وإن هذا الجهد المنظم لا تنهض الأمم إلا به، ولذا لا بد له من دعم منظم وتوفير بيئة علمية سليمة للباحث، وهو ما تسعى جامعة نجران لتوفيره لباحثيها. وأضاف الشهري: من هنا عززت الجامعة الإنفاق على المشاريع البحثية لأعضاء هيئة التدريس ليقينها بأن المال الذي ينفق على البحث والتطوير يعتبر استثماراً استراتيجياً يحقق قفزات نوعية متلاحقة وكبيرة على المدى المتوسط والبعيد، لأن ذلك في نهاية المطاف سيقود إلى الاعتماد على القدرات الذاتية وبناء الخبرات التراكمية اللازمة لعضو هيئة التدريس لصقل مهاراته التي ستبرز دور الجامعة بوضوح في خدمة المجتمع على أسس علمية واضحة والتي أصبحت من ضرورات هذا العصر للدخول في مضمار التنافس العالمي. وعن الخطوات التي تمت في هذا الإطار قال الشهري" تم بحمد الله إقرار المراكز البحثية المتخصصة بجامعة نجران، أحدها للبحوث الصحية والآخر للبحوث العلمية والهندسية والثالث للبحوث الشرعية والتربوية والإنسانية، إضافة إلى مركز بحوث المواد المتقدمة وهندسة النانو، وتهدف هذه المراكز البحثية بصفة عامة إلى: • تشجيع ملكة الإبداع والابتكار مما يساهم في إنتاج بحث علمي متميز في الجامعة. • الاهتمام بجودة مخرجات البحث العلمي. • تشجيع النشر في المجلات والدوريات ذات السمعة العالمية. • تشجيع الباحثين على التقدم بمشاريع بحثية تطبيقية ومتميزة مما يعود بالنفع على المجتمع ويساهم في تفاعل الجامعة مع مشاكل المجتمع. • حث الباحثين على الاهتمام بالمواضيع البحثية الحديثة والتفاعل معها مما يساهم في رفع مستوى الجامعة. • تشجيع أعضاء هيئة التدريس على تحقيق الانتشار المعرفي العالمي للجامعة. • إيجاد بيئة علمية إيجابية وجاذبة للعلماء المتميزين للعمل في الجامعة والتفاعل مع الكفاءات الوطنية الواعدة. • رفع مستوى الوعي لدى منسوبي الجامعة نحو أهمية البحث العلمي المتميز. • تشجيع حركة تأليف الكتب العلمية وترجمة الكتب الحديثة مما يوجد إسهاما معرفيا مصدره الجامعة. وأكد الشهري أن الجامعة لم تغفل الكراسي البحثية وقال "تم إقرار كرسي الأمير مشعل بن عبدالله للأمراض المستوطنة بمنطقة نجران، حيث إن اختيار دراسة الأمراض المستوطنة في جامعة نجران يأتي نظرا لأهميته القصوى وحرص أمير نجران الأمير مشعل بن عبدالله على تحقيق الأمن الصحي للمنطقة وهو بهذا الأمر يعمل على محاربة تلك الأمراض عن طريق معرفة ماهيتها وبالتالي الحد من انتشارها من خلال البحث العلمي الرصين. ومن المعلوم أن الأمراض المستوطنة تشغل حيزا كبيرا من المشاكل الطبية خصوصا في الدول النامية حيث تشكل عبئا يؤثر في الناتج القومي للبلاد من حيث قدرة الفرد الإنتاجية وكذلك الأعباء الاقتصادية للعلاج، وتنقسم هذه الأمراض حسب مسبباتها إلى ثلاثة أنواع رئيسة هي: أمراض تسببها الفيروسات، أمراض تسببها البكتيريا، أمراض تسببها الطفيليات الطبية. وأشار إلى إن الجامعات ومراكز الأبحاث التابعة لها تقوم بدور فاعل في عملية البحث والتطوير في الدول المتقدمة، ولذلك فإن تلك الجامعات والمراكز البحثية هي وجه العملة الآخر للتقدم العلمي والتقني هناك، ولذلك فإن تشجيع الباحثين ودعم مشاريعهم البحثية توليه جامعة نجران اهتماما خاصا، حيث تم في الفترة الوجيزة الماضية دعم أكثر من ستين مشروعا بحثيا تم نشر العديد منها في مجلات علمية محكمة، وبقية المشاريع في طريقها للنشر في القريب العاجل. كما أصدرت عمادة البحث العلمي بجامعة نجران العدد الأول والثاني من سلسلة ملخصات الأبحاث العلمية بالجامعة، حيث يحتوي الإصدار الأول على ملخصات الأبحاث العلمية والمنشورة في مجلات علمية محكمة لأعضاء هيئة التدريس بالجامعة، كما تم تخصيص الإصدار الثاني لملخصات الأبحاث المنشورة والتي تم إصدارها من مركز أبحاث المواد المتقدمة وهندسة النانو بجامعة نجران والذي يُعد من المراكز البحثية المتميزة في المملكة بتجهيزاته الحديثة وبالباحثين المتميزين.