سيطرت مجموعة من المخالفين لنظام العمل على البيع والشراء بحي العزيزية الشعبي في جدة، فيما أعرب عدد من السكان عن مخاوفهم من أن يتحول الحي لبؤرة لإيواء الهاربين من كفلائهم ووكر لتفريخ الجريمة. مشيرين إلى أن شوارع الحي الضيقة ساعدت على انتشار الأعمال غير القانونية كبيع المخدرات والسوق السوداء للخادمات وبيع المسروقات من أجهزة وجوالات، ومما زاد الأمر سوءا وجود أزقة تكثر بها المخالفات كزقاق "الحفرة"، وهي تسمية تعكس الوضع داخل الحي. وأكد صالح الجحدلي من سكان الحي سيطرة العمالة المخالفة على الأوضاع رغم كثرة المداهمات التي تنفذها الجوازات والشرطة، حتى أصبح الخوف ينتاب السكان من السير في أزقته ليلا، فشوارعه مليئة بمخالفين للأنظمة من جنسيات آسيوية، يمثلون مصدر قلق للسكان لكثرة سرقاتهم. ويشاركه الرأي غازي عبدالرحمن أحد السكان فيقول: إن ضيق الشوارع والنفايات المختلفة التي تكتظ بها تسببا في هجرة أصحاب المساكن لها، وتأجيرها للعمال الذين سيطروا على المحلات، وأصبحوا يبيعون بعض الممنوعات على المراهقين. وطالب بتكثيف الجهود للقضاء على المخالفين من خلال وضع ضوابط أكثر صرامة لمواجهة الهاربين الذين يتستر عليهم بعض السعوديين، مما ساهم في رفع معدل الجريمة داخل أزقة الحي وشوارعه. وحذر أحمد الغامدي من سكان الحي من السكوت على تواجد الأعداد الكبيرة للعمال المخالفين داخل الحي، حيث لم يقتصر الأمر على تأجيرهم المنازل الشعبية بل تماديهم في بيع وشراء الممنوعات. من جهته، أكد الناطق الإعلامي في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد في تصريح صحفي أن هناك عددا من الدوريات الأمنية تنفذ حملات مستمرة لمراقبة الحي إلى جانب دوريات البحث الجنائي. وأشاد بدور السكان وتعاونهم مع الجهات الرسمية في التبليغ عن المخالفين. موضحا أن هناك عددا من المداهمات نفذت في الحي بالاشتراك مع جهات أخرى كالجوازات ومكافحة المخدرات والشرطة، إلى جانب تخصيص الدوريات السرية للقبض على المخالفين. إلى ذلك، أشار الناطق الإعلامي للجوازات في منطقة مكةالمكرمة الرائد محمد الحسين إلى أن الحي من ضمن الأحياء المجدولة التي ننفذ حملات مستمرة عليها للقبض على المخالفين. موضحا أنه يكثر في الحي تأجير المنازل للجنسيات الأجنبية التي تستغل ذلك في إيواء أشخاص من بني جلدتهم من مخالفي الإقامة. مؤكدا أنه بعد القبض على المخالفين وأخذ بصماتهم يتم الكشف عن أشخاص متورطين في شبهات جنائية وتتم إحالتهم للجهة المسؤولة. من جهته، أوضح رئيس قسم الدراسات الاجتماعية في جامعة الملك سعود، أستاذ علم الجريمة الدكتور حميد الشايجي أن العمال في هذا الحي يجلبون السرقات من خارجه ويسوقونها داخله، لأن هناك شبه تضامن بينهم في عدم تبليغ الجهات الأمنية مما يؤدي لرفع نسبة معدلات الجريمة. وحذر من انتشار عصابات شبابية داخل الأزقة والشوارع تمارس الأعمال التي تخالف الأنظمة والقوانين.