ضرب زلزال جديد شمال شرق وشرق اليابان، بلغت شدته 7.1 درجات بمقياس ريختر أمس، مما استدعى التحذير من موجات تسونامي، ولكن السلطات اليابانية ألغت هذا التحذير في وقت لاحق أمس، وشعر سكان العاصمة طوكيو التي تبعد 163 كلم جنوبا بالزلزال، واهتزت المباني فيها على مدى عشرات الثواني. ويأتي زلزال أمس بعد شهر من وقوع زلزال مدمر بقوة 9 درجات تبعته موجات مد عاتية (تسونامي)، ويقع مركز الزلزال الجديد في مقاطعة فوكوشيما، حيث محطة الطاقة النووية المتضررة بشدة من الزلازل التي ضربت البلاد مؤخرا، وتسبب الزلزال الجديد بقطع الكهرباء عن ثلاثة مفاعلات في محطة فوكوشيما النووية وفق ما أعلنت شركة تبكو التي تتولى تشغيل المحطة، ولكن متحدثا باسم هيئة الرقابة النووية في اليابان قال أمس إنه تمت إعادة الكهرباء للمحطة عقب انقطاع استمر نحو 50 دقيقة بسبب الزلزال، وذلك لاستئناف ملء مياه المضخات المستخدمة في تبريد مفاعلات 1 و 2 و 3 . وأظهرت الصور المباشرة التي تبثها محطة "إن.إتش. كيه" اليابانية التلفزيونية أمس نيرانا في مدينة إيواكي بمقاطعة فوكوشيما. وطالبت الحكومة اليابانية أمس المقيمين في بعض المناطق القريبة من محطة الطاقة النووية المنكوبة بمغادرة منازلهم بسبب ارتفاع مستوى الإشعاع. وطلب خاصة من السكان الذين يعشون في قريتي إيتاتي و كاتسوراو وبلدة نامي و جزء من مدينة مينامي سوما وجزء من بلدة كاياماتا مغادرة المنطقة في ظل الأزمة المستمرة في محطة فوكوشيما النووية. وكانت المحطة قد تضررت إثر وقوع زلزال 11 مارس الماضي، مما أدى لاندلاع حرائق وانفجارات وحدوث تسرب إشعاعي، وحدوث تدمير شبكة التغذية الكهربائية، وقطع مسارات التبريد في محطة فوكوشيما داييتشي (رقم 1)، مما تسبب ببداية انصهار لقضبان الوقود أعقبها انفجارات وتسرب للدخان المشع. ونجح عمال تيبكو في وقف عملية الانصهار الكارثية هذه بعدما سكبوا على المفاعلات آلاف الأطنان من مياه البحر ليلا ونهارا ثم من المياه الجارية، وبانتظار التمكن من إعادة العمل في مسارات التبريد، قام العمال بجر خطوط للتغذية الكهربائية من خارج المحطة بهدف وصل المحطات الهيدروليكية. وقد أبقت الحكومة علي تقديرها لمنطقة الإجلاء وهي مسافة 20 كيلو مترا عن المحطة. كما طلب من الذين يعيشون على بعد 20 إلى 30 كيلو مترا من المحطة البقاء في منازلهم أو "المغادرة طواعية". وسارعت شركة طوكيو الكتريك باور (تبكو) المشغلة لمحطة فوكوشيما إلى الطلب من عمالها إخلاء الموقع المنكوب، وقال متحدث باسم تيبكو إن "الشركة أمرت الموظفين بالمغادرة والاختباء في مبنى مقاوم للزلازل". وقال المتحدث باسم وكالة السلامة النووية هيديهيكو نيشيياما إن "التغذية بالتيار الكهربائي عادت، وإننا في طور التحقق حول ما إذا كان ذلك قد تسبب بمشكلة أمنية للمفاعلات. يجب الانتظار قليلا لملاحظة ما إذا كان لذلك تأثير"، وأوضح نيشيياما أن المفاعلات 4 و5 و6 في المحطة "لم تظهر مشاكل محددة". وحذر علماء من أن تلك الهزات قد تستمر حتى بعد مرور عام من الزلزال الرئيسي الذي تسببت قوته في إزاحة جزيرة اليابان بأكثر من 8 أقدام عن مكانها، وحولت الأرض عن محورها بقرابة 4 بوصات. وحذر ساتوكو أوكي، من معهد أبحاث الزلازل بجامعة طوكيو، من أن المناطق الشرقية من البلاد، ومن ضمنها العاصمة طوكيو، عرضة للمزيد من الهزات الارتدادية خلال الأشهر القليلة المقبلة. وأردف بالقول: "لن نفاجأ إذا ضربت هزات ارتدادية بقوة 7 درجات، حتى بعد عام، أي مناطق شرقي اليابان على خلفية الهزة العملاقة التي بلغت قوتها 9 درجات". ونجم عن زلزال 11 مارس، الأعنف في تاريخ اليابان، 160 هزة ارتدادية خلال الساعات الأربع وعشرين الأولى من وقوعه، 141 منها بلغت قوتها خمس درجات أو أكثر، وأمواج تسونامي ارتفعت 14 مترا، وسارعت 50 دولة مطلة على المحيط الهادئ لإطلاق تحذيرات. ووقع الزلزال عند تمزق جزء من قشرة الأرض بلغت مساحته قرابة 250 ميلاً طولاً و100 ميل عرضاً، بانزلاق الصفائح التكتونية لأكثر من 18 متراً، وفق شينغزاو شين، جيوفيزيائي من "وكالة المسح الجيولوجي الأميركية. وتقع اليابان فوق منطقة "حزام النار"، والواقعة حول حوض المحيط الهادئ، حيث تنشط فيها الزلازل والبراكين، وتمتد على مدى 40 ألف كيلومتراً.