موظف بسيط لا يتجاوز مرتبة وأجره 4 آلاف ريال وليس لديه أي مصدر دخل آخر ولديه التزامات أسرية وعائلية كثيرة ، ويمتطي ظهر مركبة فارهة ، ويلتحف ثيابا غالية وحول معصمه ساعة نادرة ، وثمينة وتحمل إحدى يديه جهاز جوال متطورا ومتقدما ونادر الأوصاف والميزات إضافة إلى أنه يقضي اغلب إجازاته خارج الوطن ، ولا يعرف طريقه إلا وقت حضوره وانصرافه لجهة عمله. فمن أين لك هذا؟ سؤال عريض لكل موظف قادته نفسه الأمارة بالسوء لتناول الرشاوى مقابل تقديم خدمة لأي مراجع أنهكته كثرة المراجعات اليومية لمعاملة لا يتجاوز وقت إنجازها ربع ساعة. مع الأخذ بعين الاعتبار أن الأحكام التي تصدر ضد من تعامل بالرشوة غير كافية فغرامة 1000 ريال وسجن شهر لا تردع أحدا بل أنها قد تشجع آخرين لسلك نفس الطريق ، هذا السؤال يجب أن يرفع في وجه كل من ظهرت عليه علامات الثراء السريع وتبدلت حالته بشكل فجائي ما بين عشية وضحاها. قال الشاعر مابين غمضة عين والتفاتتها يغير الله من حال إلى حال. الرشوة سرطان لا علاج لها تفتك بالأنظمة والأخلاق ، وتفتت قوانين الشعوب ، وتزرع الحقد والضغينة بين البشر ، وترفع أفرادا لأعالي السماء ، وتخسف بآخرين بواطن الأرض ، وعلاجها السؤال التالي من أين لك هذا؟ .