بحثت لجنة الاتحاد الأفريقي مع كبار المسؤولين الليبيين في طرابلس أمس، مبادرتها الداعية إلى "الوقف الفوري لكافة أعمال العنف، وتحديد مرحلة انتقالية لاعتماد إصلاحات دستورية في البلاد". وقررت اللجنة التي تضم رؤساء خمس دول أفريقية اختارهم الاتحاد الأفريقي كوسطاء زاروا ليبيا أمس، العمل وفقا لخارطة الطريق التي تم إقرارها في 19 مارس الماضي. وستكون مهمتهم حساسة لأن الثوار رفضوا أي وقف لإطلاق النار إذا ما بقي القذافي أو أحد أبنائه في السلطة. وفي السياق، بحث وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو في القاهرة أمس، خريطة الطريق التركية لمعالجة الأزمة في ليبيا التي اقترحها رئيس وزراء تركيا رجب طيب إردوغان الأسبوع الماضي. والتقى أوغلو كبار المسؤولين المصريين والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى، وذلك قبل عقد اجتماع مجموعة الاتصال الخاصة بليبيا في الدوحة الأربعاء المقبل. وفي روما، أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيطالية ماريتسيو ماساري أن رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني ووزير خارجيته فرانكو فراتيني سيستقبلان غدا رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي مصطفى عبد الجليل لدراسة السيناريوهات المحتملة بعد تهدئة الأوضاع في ليبيا. في غضون ذلك، أعلن أمين مؤتمر الشعب العام (البرلمان) في ليبيا مساء أول من أمس في طرابلس أن مشروع دستور يجري إعداده منذ 2007 سيعرض على الليبيين فور انتهاء الأزمة في ليبيا. وقال محمد الزوي إن "لدينا لجنة قانونية ستدرس المشروع قبل عرضه على المؤتمرات الشعبية، التي ستراجع مواد الدستور وستدخل التعديلات التي تريدها بعد عودة الوضع إلى الهدوء". من جانبه، قال الخبير في القانون الدستوري والعضو في اللجنة إبراهيم بوخزام، إنه "دستور حديث مستوحى من دساتير عشرات الدول الأوروبية والعالم الثالث". وأضاف أن خبراء من إيطاليا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وجنوب أفريقيا شاركوا في صياغة النص. وحول الأوضاع الميدانية، صد مقاتلو المعارضة هجوما لقوات القذافي على مدينة مصراتة غرب ليبيا، وفقدوا نحو 30 مقاتلا وأصيب 25 آخرون، لكن زيادة الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي عززتهم. وأفادت مصادر طبية أمس أن 12 من الثوار على الأقل قتلوا وأصيب نحو 17 خلال اشتباكات مع قوات القذافي في مدينة اجدابيا ومحيطها. وذكر متحدث باسم الثوار أن "ستة ثوار قتلوا في مسجد استهدفه صاروخ". وأضاف أن طائرات الأطلسي شنت أمس غارات على القوات النظامية في اجدابيا. وأضاف "لاحظنا تحسنا في تدخل الحلف الأطلسي في مصراتة. بدأت الغارات أول من أمس على قوات القذافي في شمال غرب المدينة وقرب وسط مصراتة. وصباحا نفذت غارات جديدة لكننا غير قادرين على التحقق من الأهداف التي أصيبت". كما أعلن الثوار الليبيون أمس أنهم أسروا 15 من المرتزقة الجزائريين في اجدابيا، وقتلوا ثلاثة آخرين في معارك بالمدينة أول من أمس. وقال المتحدث باسم الثوار إن المرتزقة الذين أسروا لم تكن في حوزتهم أوراق ثبوتية لكنهم "قالوا إنهم جزائريون وكانت لهجتهم جزائرية". وأوضح أنه عثر على بطاقات هوية وجوازات سفر جزائرية في مبنى قريب في اجدابيا، متهما الجزائر بدعم القذافي. وبدوره أعلن مسؤول في حلف شمال الأطلسي أن طائرات تابعة للحلف دمرت أمس 11 دبابة تابعة لقوات القذافي على طريق مؤدية إلى اجدابيا شرق ليبيا و14 دبابة قرب مصراتة في الغرب. وأضاف "من الواضح أن الوضع في اجدابيا متأزم وقوات القذافي تهاجم المدينة بالسلاح الثقيل". كما اتهم اللفتنانت قائد العمليات العسكرية بالحلف جنرال تشارلز بوتشارد، قوات القذافي باستخدام المدنيين كدروع بشرية لمنع قوات الحلف من مهاجمتها مكررا اتهامات مماثلة وجهها بعض القادة الغربيين الآخرين. وقال بوتشارد "لاحظنا أمثلة مروعة لقيام قوات النظام بوضع أنظمة أسلحتها عن عمد قرب المدنيين ومنازلهم بل وأماكن عبادتهم. ولوحظ أيضا اختباء قوات الجيش خلف النساء والأطفال. هذا النوع من السلوك يخرق مبادئ القانون الدولي ولن يتم التغاضي عنه".