أدخلت ابنتي لمستشفى المجاردة وقام طبيب الطوارئ وطبيب العظام بالمستشفى بتشخيص خاطئ لحالة ابنتي وكادا بتشخيصهما أن يوديا بحياتها لولا أن تداركها الله بنعمته ولطفه. ففي يوم السبت 2/ 3/ 1432 وقبيل صلاة المغرب بحوالي نصف ساعة تقريباً جاءت إليَّ ابنتي البالغة من العمر ثلاث سنوات بعد أن كانت تلعب حول المنزل وهي تبكي وتشتكي من ألم في قدمها اليسرى وكانت تتقيأ ويظهر لي ما يشابه وخز الإبر على قدمها واتجهت بها إلى المستشفى عند أذان المغرب من نفس اليوم فاستقبلني طبيب الطوارئ وفحص ابنتي وطلب تحليل دم لها وكذلك طلب إجراء أشعة وبعدها قال لي إن حالتها لا تستدعي الخوف فهي تعاني من كسر بسيط في قدمها اليسرى وقد ظهر ذلك واضحاً وجلياً في صورة الأشعة وقام باستدعاء طبيب العظام المختص والذي أكد بدوره تشخيص زميله الخاطئ وشمر عن ساعديه وقام بوضع جبس على رجل ابنتي اليسرى من القدم إلى الساق رغم ملاحظته لتغير لون رجل ابنتي ووجود ورم كبير فيها ودخولها في غيبوبة إلا أنه تنصل من إنسانيته ومهنيته ولم يكلف نفسه بإجراء فحوصات أخرى لابنتي للتأكد وعدم الوقوع في الخطأ وخاصة بعد ظهور علامات وتدهور صحة ابنتي مما يؤكد وجود مشكلة صحية أكبر من الكسر. وقاما بتنويم ابنتي بمرافقة والدتها بعد صلاة العشاء من نفس اليوم لمتابعة الحالة (الكسر). وفي اليوم التالي الأحد الموافق 3/3/ 1432 وفي حوالي العاشرة هاتفت والدتها للاطمئنان على صحة ابنتي فقالت إن صحتها في تدهور وهي في غيبوبة، فسألتها هل مر عليها الطبيب المختص وشاهد حالتها فقالت نعم ولم يمانع في خروجها إلى البيت فاتجهت للمستشفى وقمت بالتوقيع على خروج ابنتي في حوالي الساعة الحادية عشرة والنصف صباحاً خاصة بعد تأكيدهم لنا بأن حالتها لا تستدعي الخوف والقلق وأن كل ما نشاهده أعراض طبيعية وأعطيت موعداً لمراجعة عيادة العظام السبت الموافق 9/ 3/ 1432. وبمجرد وصولي إلى البيت فإذا بابنتي تنزف نزيفاً حاداً دون توقف من مكان وخز إبرة المغذية في يدها اليمنى وما زالت في غيبوبة ولونها متغير مائل إلى الزرقة فكدت أرجع بها إلى مستشفى المجاردة كونه الأقرب لنا، لكني فضلت الاتجاه بها إلى مستشفى آخر فاتجهت بها إلى مستشفى أهلي بمحايل عسير رغم أنه يبعد عنا حوالي 85 كلم تقريباً. وصلت إلى المستشفى وعندما شاهدت الطبيبة ابنتي لم تتمالك نفسها وانخرطت في بكاء وطلبت مني الذهاب بابنتي عاجلاً إلى مستشفى محايل العام فحالتها في منتهى الخطورة. وصلت بها إلى مستشفى محايل العام في حوالي الثالثة عصراً وقابلني دكتور الأطفال فأصيب بالدهشة والذهول من حالة ابنتي الخطيرة وتعامل مع حالة ابنتي بكل إنسانية ومهنية وأبوية حانية أخذها بنفسه وذهب بها للمختبر لأخذ تحاليل دم فأخبرني بأنها ملدوغة وأن السم منتشر في جسمها من عشرين ساعة. أدخلت على وجه السرعة العناية المركزة وحالتها خطيرة جداً فهي حسب تشخيص طبيب محايل تعاني من: سيولة كبيرة وصل INR إلى 3.3 وغيبوبة.. وبدأت تفقد الإحساس في رجلها اليسرى بسبب ضغط الورم على الأعصاب وعدم وصول الدم إلى السابق والقدم. قام مستشفى محايل العام بإرسال فاكس لمستشفى عسير المركزي لتوفير سرير لابنتي فجاء ردهم في عسير بالموافقة ولكن ينبغي إجراء عملية جراحية عاجلة في رجل ابنتي قبل إرسالها لهم استغلالاً للوقت وخوفاً من الغرغرينا. وتم إجراء العملية ثم نقلت ابنتي لمستشفى عسير المركزي كون إمكاناتهم أفضل وهناك استقبلها أطباء سعوديون، حق لكل فرد سعودي أن يفخر ويعتز بمثلهم، تعاملوا مع الموقف بكل إنسانية ومهنية عالية وتعاملوا معي ووالدتها بكل أخلاقيات فاضلة وطمأنوني على ابنتي وبعدها أدخلت ابنتي إلى العناية المركزة بعد ثنائهم على التدخل السريع لأطباء مستشفى محايل العام فبتوفيق الله سبحانه وتعالى أسهم ذلك بصورة كبيرة في تحسن حالة ابنتي وحال ذلك دون بتر رجلها وابنتي ما زالت ترقد بمستشفى عسير حتى هذه اللحظة. كدت أفقد ابنتي أو أنها تصاب بإعاقة وكل ذلك بسبب تشخيص خاطئ سببه استهتار من أشرف على حالة ابنتي من أطباء مستشفى المجاردة العام. وإنني أناشد بتشكيل لجنة عاجلة للتحقيق والتأكد من صحة شكواي وسرعة محاسبة الأطباء الذين تشاركوا في التشخيص الخاطئ لحالة ابنتي الذي كاد يدخلها القبر، وكذلك للحيلولة دون وقوع ضحايا آخرين على أيديهم. كما أنني أطالب بالتحفظ على ملف ابنتي الطبي ومتعلقاته كالعينات والتحاليل والأشعة وغيرها للرجوع إليه والتأكد من صحة شكواي.