اكتشفت مديرية آثار حلب بالقرب من ناحية "صرين"، شرق مدينة منبج، تمثالاً جنائزياً يجسد امرأة جالسة على كرسي، يعود تاريخه إلى العصر الروماني. والتمثال منحوت من الحجر الحواري الأبيض، ويبلغ طول التمثال 185 سم، ويجسد امرأة ترتدي ثوباً طويلاً وعلى رأسها غطاء، وهو يشبه التماثيل الجنائزية التدمرية. وهذا التمثال تم اكتشافه في أحد المدافن الأثرية السبعة المكتشفة والمنحوتة في الصخر، والتي تعود إلى الفترة الكلاسيكية. وفي "تل براك" بمحافظة الحسكة، أسفرت أعمال تنقيب البعثة الأثرية الإنجليزية عن اكتشاف عشرين سوية أثرية يعود أقدمها إلى 3800 سنة قبل الميلاد. وتضم السويات مبنى ضخماً استخدم لأغراض عامة، عثر في داخله على فخاريات تحمل رموزاً رقمية تمثل تقاليد وعادات ذات طابع محلي مميز. كما تمكنت البعثة من التعرف على مستوطنة بشرية تعود إلى الألف السادس قبل الميلاد، حيث عثر على شواهد معمارية تبين أنها مراكز لنشاطات حرفية وصناعية كانت مزدهرة آنذاك. وبين مدير آثار الحسكة، عبد المسيح بغدو، أنه بعد انتهاء العصر الأكادي أصبح موقع "تل براك" عاصمة محلية للحكام الحوريين، الذين أعادوا بناء قصر الملك الأكادي "نارام سين"، حوالي عام 2000 قبل الميلاد، لكن هذا الاستيطان اقتصر في تلك الفترة على الجزء الشمالي من التل، حيث مثَّل التل وقتها مركزاً دينياً ل"الإلهة سيدة ناغار". وأكد بغدو أنه في القرن السادس عشر قبل الميلاد أصبح "تل براك" مدينة رئيسة في مملكة "ميتاني"، التي ظهرت كقوة جديدة في المنطقة امتدت سيطرتها من جبال زاغروس شرقاً حتى البحر المتوسط غرباً، وكانت قاعدتها الأساسية في مثلث حوض الخابور.