شرعت الحكومة المصرية في إجراء تحقيقات عاجلة لكشف النقاب عن كارثة أحداث الشغب والفوضى الجماهيرية غير المسبوقة التي شهدها إستاد القاهرة الدولي أول من أمس وتحديداً في الدقائق الأخيرة لمباراة الزمالك والأفريقي التونسي بدور ال32 لدوري أبطال أفريقيا. وطالب رئيس الحكومة، عصام شرف كل الجهات والوزارات المعنية (وزارات الدفاع والداخلية والرياضة واتحاد الكرة وهيئة إستاد القاهرة وإدارة نادي الزمالك)، بسرعة التحقيق في الحادث وتقديم الجناة لمحاكمة عاجلة. وكانت وزارة الداخلية أعلنت القبض على عدد من مثيري الشغب وأنهم الآن رهن التحقيق. ووصفت أحداث المباراة بالكارثة الحقيقية بعد أن قام آلاف من جماهير الزمالك باقتحام أرضية الملعب مع نهاية المباراة مما أدى إلى إلغائها قبل ثلاث دقائق على نهاية الوقت المحتسب بدلا من الضائع، وقامت الجماهير بالاعتداء علي لاعبي الأفريقي وطاقم الحكام الجزائري في ظل فراغ أمني. ورصدت كاميرات التلفزيون كما من المشاهد المؤسفة، بداية من اقتحام الجماهير لأرضية الملعب، مرورا بحالات الاعتداء على حكم المباراة ولاعبي الفريق التونسي الذين نجوا من موت محقق، نهاية بالتخريب الجماعي لكل منشآت الإستاد، وخروج حافلة فريق الأفريقي من الإستاد في ظل حراسة عشرات المدرعات من قبل الجيش والشرطة، قبل أن تغادر البعثة التونسيةالقاهرة في تمام الثانية من صباح أمس على متن طائرة تونسية. وبادر رئيس الحكومة المصرية بتقديم اعتذار رسمي للحكومة التونسية من خلال بيان رسمي صدر عن الحكومة المصرية بعد أقل من ساعتين من اندلاع الأحداث، وتبعته اعتذارات رسمية مماثلة من قبل وزير الخارجية ووزير الداخلية ورئيس المجلس القومي للرياضة ورئيس اتحاد الكرة ورئيس نادي الزمالك، وهي الاعتذارات التي قوبلت بالترحيب من جانب الحكومة التونسية التي أكدت عدم تصعيدها للأحداث من خلال تقديم شكاوى ضد مصر، وأكد السفير التونسيبالقاهرة أن حكومة بلاده تتفهم الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها مصر بعد ثورة " 25 يناير"، مؤكدا أن نفس الظروف الصعبة تعيشها بلاده. وأعلن رئيس الحكومة عن إلغاء بطولة الدوري المحلي التي كان مقررا استئنافها في 13 أبريل الحالي. ونظمت العديد من الهيئات المصرية، منها هيئة ائتلاف ثورة 25 يناير، ومجموعة من الفنانين، حملات اعتذار من خلال الوقوف أمام مقر السفارة التونسيةبالقاهرة، وحملات مماثلة أمام مقر السفارة الجزائرية للاعتذار عما تعرض له طاقم التحكيم الجزائري. وأشار مصريون بأصابع الاتهام إلى ما يسمي بالثورة المضادة في مصر، وأكدوا أن الكارثة التي حدثت في إستاد القاهرة جاءت بتحريض من فلول النظام السابق الذي تمت الإطاحة به في ثورة "25 يناير". وألمح الكثيرون إلى أن ما حدث، كان نتيجة مؤامرة شارك فيها الأمن المصري، وهو الاتهام الذي نفاه مدير أمن القاهرة اللواء محمد طلبة، فيما اتهم الإعلام التونسي، مدرب ومدير الكرة بالزمالك، التوأم حسام وإبراهيم حسن بأنهما هما من قاما بتحريض الجماهير على اقتحام الملعب، مستندين على خلفية تصريحات سابقة أدلى بها مدير الكرة إبراهيم حسن بعد مباراة الذهاب التي أقيمت قبل أسبوعين في تونس حرض خلالها جماهير ناديه على اقتحام الملعب في مباراة الرد بالقاهرة رداً على قيام عدد من جماهير الأفريقي باقتحام الملعب في المباراة الأولى. من جهته، قاد حسام حسن حملة ضارية ضد الحكم الجزائري بشاري منذ الإعلان عن تعيينه لإدارة مباراة القاهرة، مؤكدا أن الحكم يتحدث اللغة الفرنسية وهي اللغة التي يجيدها لاعبو الأفريقي، ووصف أمر اختيار الحكم الجزائري لإدارة المباراة، بالمؤامرة من قبل الاتحاد الأفريقي "الكاف" ضد ناديه. وكانت أحداث الشغب اندلعت بعد مرور ثلاث دقائق من الدقائق الست التي احتسبها الحكم الجزائري وق بدلا من الضائع في الشوط الثاني، والنتيجة وقتها تقدم الزمالك 2-1 وهي النتيجة التي كانت تعني خروجه من البطولة لسابق هزيمته ذهابا 2-4، وألغى الحكم الجزائري هدفا للزمالك من تسلل واضح قبل أن يتفاجأ الجميع باثنين من مشجعي الزمالك (60 ألف متفرج)، يقتحمان الملعب من الجهة اليمنى لمدرجات الدرجة الثالثة حيث مكان جماهير "الالتراس وايت". وقبل أن يتمكن رجال الأمن من إلقاء القبض عليهما، كان العشرات قد اقتحموا الملعب من الأبواب وفوق الأسوار، في طريقهم للاعتداء على الحكم، وفي ثوان معدودة وصل العدد إلى آلاف من المشجعين داخل الملعب قاموا بتحطيم اللافتات الإعلانية، واستخدموا أخشابها إلى جانب رايات الملعب والأعلام في الاعتداء على الحكم ولاعبي الأفريقي. ونجح التوأم حسن وإبراهيم ولاعبو الزمالك، في إنقاذ الحكم ولاعبي الفريق التونسي من موت محقق بعد أن رصدت كاميرات التلفزيون المصري لقطات للاعبي الفريق التونسي أثناء محاولتهم الفرار من الملعب وهم شبه عراة بعد أن جردتهم الجماهير من ملابسهم. وأسفرت أعمال الشغب عن وقوع العديد من الإصابات بين لاعبي الأفريقي نقل أحدهم إلى مستشفى المقاولون العرب لتلقي العلاج عقب تعرضه لكدمات.