قارنت باحثة سعودية بين أوجه الشبه والاختلاف في شعر السجون بين تجربة الشاعر الفلسطيني محمود درويش وتجربة الشاعر الإيرلندي بوبي ساندز؛ وذلك من خلال دراسة علمية تأخذ في الاعتبار الخلفية التاريخية لكلا القضيتين الفلسطينية والإيرلندية، وتجربة الحريّة والاستعمار بصفتهما بلدين تحت الاحتلال، وتتبنى الدراسة التي قدمتها هيلة الخلف لنيل درجة الدكتوراة في الأدب الإنجليزي من جامعة الأميرة نورة، نظرية الاستعمار وما بعد الاستعمار لتحليل النتاج الشعري أثناء فترة الاعتقال التي تمثّل تجربة مستقلة لكلا الشاعرين تحت ظروف متشابهة في بعض أوجهها ومختلفة من جوانب أخرى متخّذة من القصائد المكتوبة داخل المعتقل نماذج للدراسة، وتقدم تحليلاً مفصلا لديوان محمود درويش "عاشقٌ من فلسطين" وللمذكرات، وديوان "كتابات من السجن" لبوبي ساندز. وأكدت الخلف أن موضوع البحث لقي اهتماماً في إيرلندا تحديداً حيث سينشر ككتاب قريباً عبر إحدى دور النشر التي اهتمت بكتابات السجناء السياسيين الإيرلنديين مؤكدة أنها بصدد الاستفادة من هوامش البحث لإنتاج فيلم وثائقي عن الشاعر بوبي ساندز توثّق فيه مقابلاتها الشخصية للعديد من أصدقاء الشاعر وسيعرض الفيلم لاحقاً في المنظمات والجمعيات المهتمة بالثقافة والفنون البصرية حول العالم عبر منظمة بوبي ساندز الإيرلندية. ويتناول البحث القضايا الأساسية في أدب الاستعمار كعلاقات القوة بين المُستعمَر والمُستعمِر وقضية المكان والاغتراب، ويركز البحث على الرموز والتركيب الشعري والثيمات المتشابهة في أعمال كل من الشاعرين، كما يتناول البحث موضوع القارئ في شعر السجن السياسي المكتوب داخل المعتقل ويناقش أسباب الكتابة أثناء الاعتقال. منهج البحث لم يقتصر على المراجع البحثية المتوافرة حول درويش وساندز، بل تم إجراء مقابلات شخصية مع سجناء سابقين من فلسطين وإيرلندا بالإضافة إلى مقابلات مع أصدقاء وبعض أفراد عائلة الشاعرين. وسبق للخلف الحاصلة على درجة الماجستير في أدب الطفل من خلال تجربة الشاعر الإنجليزي تيد هيوز ترجمة كتاب يتناول التجربة القصصية السعودية "طيور الرمل" وزّع مجاناً في العام 2004 في معرض فرانكفورت الدولي.