عاد الهدوء المشوب بالحذر إلى قطاع غزة، ليدب النشاط في الجهود المبذولة لإنجاح مبادرة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى القطاع للاتفاق على تشكيل حكومة شخصيات مستقلة تعد للانتخابات. وقالت مصادر فلسطينية إن فتح تنتظر الآن رد حماس على التوضيح الذي قدم لقادة من حماس في الضفة الغربية بالاستعداد لاستئناف الحوار من النقطة التي وصلت عندها وهي تحديدا الخلاف حول البند الأمني. فقد أكد عضو اللجنة المركزية لفتح نبيل شعث على أن عباس "ما زال متمسكا بمبادرته لزيارة غزة في القريب العاجل للوصول إلى اتفاق حول تشكيل حكومة توافق وطني من الشخصيات الوطنية المستقلة تعمل على إعادة إعمار القطاع والإعداد لانتخابات رئاسية وتشريعية والمجلس الوطني خلال ستة أشهر". ووصف شعث لقاء عباس مع قيادات حماس في الضفة الغربية وما تبعه من تصريحات قيادات حماس في الأراضي الفلسطينية بأنه "إيجابي". وأشار شعث إلى"إمكانية زيارة الرئيس للقطاع من خلال معبر رفح الحدودي مع مصر في حال تعذر دخوله من معبر ايريز، بين قطاع غزة وإسرائيل، بسبب الضغوط الأميركية و الرفض الإسرائيلي للمبادرة ". وقالت مصادر فلسطينية إن وزير خارجية تركيا أحمد داود أوغلو والأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى أبلغا عباس باستعدادهما لمرافقته في زيارته إلى غزة. غير أن ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ، قال "حتى الآن لا يوجد أي ترتيب من هذا القبيل وإنما هناك أفكار يجري تداولها ولم تتحول هذه الأفكار إلى اتفاق أو قرارات مع العديد من المعنيين، عندما يتم شيء من هذا القبيل سوف يكون هناك إعلان عنه إنما حتى الآن من المبكر تماما الحديث عمن سوف يصاحب الرئيس أبومازن". إلى ذلك، أعلنت الحكومة الإسرائيلية أنها تسعى لإقناع عائلات يهودية في تونس بالهجرة إلى إسرائيل بعد إزاحة الرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، وذلك عبر توفير حوافز مالية لهم في حال قرارهم العودة. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مستهل الجلسة الأسبوعية لحكومته "نعرف أن يهود تونس يعانون وأن الكثير منهم يريدون أن يهاجروا إلى إسرائيل. سنزيد من المساعدات المالية التي تقدم إليهم لكي يتمكنوا من الوصول إلى هنا. إسرائيل هي دولة اليهود وتهتم باليهود أينما تواجدوا – هؤلاء الذين يعيشون هنا وأولئك الذين يريدون أن يأتوا إلى هنا". وقال الناطق باسم الحكومة الإسرائيلية عوفير جندلمان في بيان"وافقت الحكومة على تقديم رزمة مساعدات خاصة للمهاجرين من تونس على خلفية إساءة السلطات الرسمية والمجتمع التونسي للجالية اليهودية ونظرا للحالة الاقتصادية الصعبة التي تعيشها هذه الدولة في أعقاب الانقلاب". وبدورها قالت وزيرة استيعاب المهاجرين الإسرائيلية سوفا لاندفير "يجب على الحكومة الإسرائيلية أن تعتني بالمهاجرين الذين يأتون على عجل من تونس دون الاستعداد الكافي, بشكل يختلف عن باقي المهاجرين. تمت صياغة هذا الاقتراح بالتعاون مع الوكالة اليهودية بهدف التسهيل عليهم وتخفيف الصعوبات التي تواجه الأسر التي قررت أن تهاجر إلى إسرائيل في أعقاب حساسية الأوضاع في تونس."