أبدى الدكتور هاشم عبده هاشم امتعاضه من أداء الإعلام العربي في الأزمة الراهنة التي تجتاح بعض الدول العربية، وقال في لقاء استضافته أحدية مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في منزل الدكتور أنور عشقي تحت عنوان "الإعلام ودوره في ظل الأحداث العربية": إن الإعلام العربي لم يرق إلى مستوى الأحداث الجارية، وأنه وقف مرتبكاً أمامها، معيداً ذلك إلى عدم استقلاليته. واستعرض هاشم وظيفة الإعلام وطبيعته وأداءه في مستويات مختلفة، معتبراً أن الإعلام هو جزء من الإدارة السياسية والخارجية لأي بلد، وفي الأزمات ينشأ ما يسمى بإعلام إدارة الأزمات، غير أن إعلامنا العربي والسعودي لم يتعامل بكفاءة مع الأزمة المطروحة عليه. وقال هاشم "إننا مجتمع إقصائي بحكم كوننا مجتمعاً لا يعترف بالآخر ولا يعترف بالتعددية، وعلى الرغم من أن بلدنا يدعو إلى التعايش مع الآخر، إلا أن الأولوية يجب أن تكون كيفية التعايش مع بعضنا، فنحن نعاني من التطرف والتعصب في حياتنا اليومية، وهذا يعني أننا بحاجة إلى إعلام يومي عقلاني وموضوعي". وفصل الدكتور هاشم ماهية إعلام الأزمات، وطرح نماذج من الممارسة الإعلامية الفاشلة أثناء الأزمة في تونس ومصر واليمن وليبيا وسورية والأردن والبحرين، وعرج في حديثه على الدور الذي يقوم به الإعلام الجديد، من حيث السرعة والمبادرة والابتكار والوصول، أمام عجز الإعلام التقليدي عن منافسته، منتهياً إلى أن ما يهم الآن هو التركيز على تأسيس إعلام بأبعاد فكرية، فعال ومؤثر، لأن الإشكالية الكبيرة التي يعاني منها الإعلام التقليدي هي غياب الرؤية بسبب غياب المعلومة، وهذا تسبب في قفز الإعلاميين من مركب إلى آخر في الأزمة.