لم يجد المبتعثون السعوديون إلى اليابان وسيلة أفضل من ال"فيسبوك" للتواصل فيما بينهم ومعرفة آخر أخبار ومستجدات الزلزال الذي ضرب منطقة سنداي في 11 مارس الجاري وأعقبه تسونامي مدمر. وأصبحت الصفحة التي أنشأها المبتعث أحمد الشريدة مرجعا لتواصل المبتعثين مع بعضهم ولتطمين أهاليهم وأصدقائهم في المملكة، بالإضافة إلى مركز نشر لتعاميم الملحقية الثقافية السعودية في اليابان المتتابعة حول أساليب الوقاية من المخاطر الزلزالية والإشعاعية المحتملة. إضافة إلى ذلك فإن صفحة الفيسبوك كانت تعطي تقارير يومية عن الفنادق السكنية المتاحة و التذاكر التي تم صرفها على عدد من خطوط الطيران وعدد المغادرين على كل رحلة، وتقارير إخبارية عن الزلازل التابعة. وشاركت في التعليقات مجموعة من المبتعثين حول العالم الذين تضامنوا مع زملائهم خلال هذه الفترة الحرجة. وتضمنت الصفحة تعليقات وصورا من أرض الميدان للملحق الثقافي عصام أمان الله بخاري ولمنسوبي الملحقية الثقافية الذين كانوا في استقبال الطلاب بمدينة أوساكا وأشرفت الملحقية بتوجيه ومتابعة مباشرة من وزير التعليم العالي الدكتور خالد العنقري على عمل الحجوزات وإصدار التذاكر لأكثر من 300 مبتعث وعوائلهم حيث عبر المبتعثون عن شكرهم للملحق الثقافي ومنسوبي الملحقية والسفارة عن هذه الوقفة غير المستغربة والتواجد مع الطلاب في أرض الحدث منذ بداية الزلزال إلى السفر من المطار. ويمكن التواصل مع الصفحة عبر العنوان التالي: http://www.facebook.com/home.php?sk=group_194560250575824&ap=1 يذكر أن الملحقية أكدت التنسيق مع الجامعات والمعاهد الدراسية في اليابان للوقوف على أوضاع المبتعثين الدراسية ومناقشة موعد العودة المناسب بعد أن تم إجلاء جميع المبتعثين من منطقة الزلزال المنكوبة. وأكدت الملحقية أنها ستتواصل مع المبتعثين لإطلاعهم على مواعيد عودتهم بناء على تطورات الأحداث هناك. وفي اليابان تضاربت الأنباء أمس حول كمية الإشعاعات الصادرة عن محطة فوكوشيما النووية، ومدى خطورتها، ففي الوقت الذي ذكرت فيه تقارير أمس أن مستويات المواد المشعة التي تم رصدها في المحطة المنكوبة أعلى بعشرة ملايين مرة عن المعدل الطبيعي، ودعا ذلك عمال المحطة إلى الفرار، أعلنت الشركة المشغلة للمحطة أمس أن القراءة التي سجلت إشعاعا مرتفعا جدا، ودفعت العمال للفرار من المفاعل رقم 2 كانت قراءة خاطئة. واعتذر نائب رئيس شركة طوكيو الكهربية ساكي موتو عن الخطأ الذي وقع في وقت سابق أمس، والذي زاد من مستوى التحذير داخل اليابان وخارجها بشأن تأثير التلوث من المجمع الذي ضربه زلزال أسفر حتى الآن عن مقتل 10418 شخصا و17072 مفقودا. وكان المتحدث باسم الحكومة يوكيو ايدانو قد أكد أمس أن خطر حصول كارثة نووية في محطة فوكوشيما ليس بعيدا بسبب تسجيل تسرب إشعاعات أكبر من القراءات السابقة، وأقر بأن العمليات الطارئة التي تجري في الموقع شاقة جدا، كما أقر بعدم وجود تقدم فعلي في مواجهة هذه الكارثة التي تعتبر الأسوأ منذ الحرب العالمية الثانية. وصرح ايدانو لتلفزيون "ان اتش كي" أمس "كنا نود أن نقدم برنامجا واضحا يحدد متى سيتم التوصل إلى حل ذلك، والذين يعملون في الموقع يفكرون في الأمر نفسه، لكن لا يمكن أن أكون أكثر تفاؤلا من الواقع".