تعكف وزارة التربية والتعليم على مشروع تدريبي يستهدف معلمي طلاب التربية الفكرية "البرنامج التأهيلي" ما بعد المرحلة المتوسطة على ثقافة المصطلحات المهنية، فيما اعتمدت مشروعا ضخما يختص بتأمين وسائل ومستلزمات طلاب معاهد وبرامج التربية الفكرية فقط بتكلفة 44 مليون ريال. ويعد المشروع في مراحله الأخيرة من الفحص والتدقيق لدعم مسيرة أداء تلك البرامج والعاملين فيها، والملتحقين بها من طلاب وطالبات. أكد ذلك إلى "الوطن" أمس مدير عام التربية الخاصة الدكتور عبدالله العقيّل، مضيفا أن تدريب المعلمين لطلاب تلك الفئة يتم بالتعاون مع إدارة التدريب والابتعاث بوزارة التربية والتعليم في سعي لتعليم طلاب تلك المرحلة ثقافة مهنية، ويتاح لهم في آخر فصل دراسي من السنوات الثلاث الدراسية التدريب ميدانيا في المنشآت التجارية مثل وظائف الكاشير بالمحلات التجارية. وأضاف العقيّل أن عودة التحاق طلاب التربية الفكرية ما بعد انتهاء المرحلة المتوسطة هذا العام بالمدارس بعد إيقاف استمر ثلاث سنوات جاء بتوجيه من وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد، وبعد دراسة السلبيات السابقة وتلافيها حاليا، وإخضاع الفترة المقبلة من عودة الطلاب للتقييم والدراسة لتطويرها مستقبلا وتحقيق الأهداف المرجوة من إعادتها. وحول الدعم المادي لتلك المرحلة، أوضح العقيّل أنه تم تخصيص 5 آلاف ريال لكل قاعة تدريس "فصل" بتلك المرحلة وتأمين كل المستلزمات التي يريدها المعلمون في وقت قصير، لتلافي نقص أو تأخر تأمين الوسائل والمستلزمات التعليمية التي تساعدهم في أداء رسالتهم التربوية على أكمل وجه. وبخصوص المناهج الدراسية لتلك المرحلة الهامة، أوضح العقيّل أن هناك مناهج دراسية تمت الموافقة عليها ومنها ما يختص بالطالب الملتحق بالبرنامج التأهيلي، وآخر يتعلق بالمعلم الذي يدرسه. وبشأن وجود تقصير في صرف المستلزمات والوسائل التعليمة لمعاهد وبرامج التربية الخاصة حاليا أكد أن العمل الحالي والرؤية المستقبلية متغيره تماما، حيث إن فئة طلاب التربية الخاصة باختلاف إعاقاتهم تنال اهتماما شخصيا من وزير التربية والتعليم مضيفاً أن الوزير رمى الكرة حاليا بملعبنا نحن العاملين على تلك الفئة. في السياق ذاته، أوضح منسق التربية الفكرية في منطقة الرياض الدكتور معيض الزهراني أن البرنامج يهدف للاستفادة من طاقات وإمكانيات الطلاب، مشيرا إلى أن خطة الدراسة لهم تعتمد على ثلاث محاورأساسية تعليمي ومهاري ومهني. وحول تنفيذ الإدارة العامة للتعليم بمنطقة الرياض للقرار أفاد الزهراني أنه تم ترشيح 6 مدارس ثانوية بمنطقة الرياض التعليمية موزعة على الأحياء غير المعاهد الفكرية التي ينضم لها ذوو الإعاقات المتعددة والحركية، وتم التعاقد مع عدد من المعلمين المتخصصين في الإعاقة الذهنية لتدريس تلك الفئة ومخاطبة الوزارة لخدمات الطلاب بسرعة تجهيز الحافلات الخاصة بنقل الطلاب لتلك المدارس. ولفت الزهراني إلى أن القطاع الخاص مطلوب منه التفاعل مع هذه الفئة والتعاون مع وزارة التربية والتعليم في تدريبهم وتأهيلهم خاصة أن البرنامج التأهيلي المعد لهذه المرحلة يتضمن جانبا تدريبيا، مشيراُ إلى نجاح خطط مسبقة ساهمت في توظيف عدد كبير من ذوي الاحتياجات الخاصة في وظائف مختلفة في قطاعات الدولة. وكانت الوزارة قررت إعادة المرحلة الثانوية بمسماها الجديد البرنامج التأهيلي لطلاب الإعاقة الذهنية بعد إيقافهم عن الدراسة منذ ثلاثة أعوام، وتحديد سقف دراستهم في مجال التعليم بالصف الثالث متوسط، وتحويلهم إلى مراكز التأهيل المهني في وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الأمر الذي لم يحقق لتلك الفئة وأولياء أمورهم ما يطمحون إليه من أهداف مهنية أو حتى وظيفية. وكان نائب وزير التربية والتعليم فيصل بن معمر قد وجه باعتماد صرف مكافأة شهرية لطلاب التربية الفكرية الملتحقين بالبرنامج التربوي التأهيلي، بحيث يصرف لطلاب المعاهد النهارية والبرامج النهارية مكافأة مقدارها 450 ريالا، وللطلاب المقيمين في السكن الداخلي 300 ريال، ويستمر صرف المكافأة لمدة 12 شهرا.