أكد التحالف الدولي أنه تم تعطيل قدرات الطيران الحربي الليبي في اليوم السادس للتدخل العسكري للتحالف الذي أعلن أنه "سيواصل ضرباته الجوية" في ليبيا. وسمع دوي مضادات أرضية وعدة انفجارات قوية فجرا في العاصمة طرابلس. وأفاد شهود أنه دوى انفجار كبير مساء أول من أمس في قاعدة تابعة لسلاح البر الليبي في منطقة تاجوراء أعقبه اندلاع النيران في القاعدة. وذكر متحدث باسم القوات المسلحة الفرنسية أن طائرات حربية فرنسية ضربت قاعدة جوية بوسط ليبيا. وقال المتحدث تييري بركار إن حوالي 15 طائرة فرنسية انتشرت أول من أمس و12 طائرة خلال ساعات الليل وشنت هجمات صاروخية على قاعدة جوية داخل ليبيا على بعد نحو 250 كيلومترا عن الساحل المطل على البحر المتوسط. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن الغارات التي شنها التحالف على الضاحية الشرقيةلطرابلس "استهدفت حيا سكنيا" وأوقعت "عددا كبيرا من القتلى المدنيين". وفي مصراتة التي يسيطر عليها المعارضون أفاد أحد السكان أن الضربات الجوية الغربية أصابت دبابات حكومية على مشارف المدينة، لكن الدبابات داخل المدينة مازالت على وضعها ولم تصب. وقال إن القوات الموالية للقذافي سيطرت على ميناء المدينة مما أدى إلى تقطع السبل بآلاف العمال المصريين والأفارقة الساعين للخروج من البلاد بحرا. وقال عبد الباسط الذي يقيم بالمدينة "لدينا أزمة إنسانية في الميناء. هناك أكثر من ستة آلاف عامل مصري، بعضهم معهم أسرهم فضلا عن بعض العمال الأفارقة في الميناء الآن. ذهبوا إلى هناك انتظارا لسفينة تقلهم، لكن لم يأت أحد". وذكرت شبكة "إيه.بي.سي نيوز" أمس أن مقاتلة فرنسية أسقطت طائرة حربية ليبية فوق مدينة مصراتة في أول انتهاك لحظر الطيران فوق ليبيا. وقالت إن الطائرة الليبية كانت من طراز جالب بمحرك واحد. كما شن التحالف غارات جوية مكثفة على مدينة سبها جنوبطرابلس معقل قبيلة القذاذفة التي يتحدر منها القذافي. وذكر أحد سكان المدينة أن "الغارات بدأت فجرا. سمعنا تحليق طائرات ونيران مضادات ثم عدة انفجارات". وأضاف أن "النيران والغارات استؤنفت مرة أخرى". وتقع عدة مواقع عسكرية في مدينة سبها القاعدة الخلفية للنظام، حيث تتمركز القبائل المسلحة الأكثر وفاء للقذافي. وبحسب سكان من المدينة فإن العديد من أنصار النظام لا سيما المتواجدين في سرت، توجهوا إلى سبها منذ بدء عمليات التحالف الدولي السبت الماضي. ومن جهته قال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه إن قوات التحالف قد تستغرق أياما وربما أسابيع لتدمير جيش القذافي لكن الأمر لن يستغرق شهورا. ودافع عن الوتيرة التي تسير بها العملية مضيفا "لا يمكن أن تتوقعوا منا تحقيق هدفنا في خمسة أيام فقط". وقال "علينا أن نبدأ في التفكير الآن بشأن تنظيم السلام، وتهيئة الظروف لإجراء حوار وطني بين المجلس الوطني الانتقالي وربما القوى السياسية الأخرى. هناك الكثير من السلطات التقليدية في ليبيا". وأشار إلى أنه "مقتنع" بأن الهجمات تتسبب في حدوث انقسامات داخل نظام القذافي. وأضاف "أنا مقتنع أنه في طرابلس، بدأ البعض في توجيه أسئلة". وفي السياق نفسه أعلن وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغيه أن جنود القذافي يدركون أن "لا أمل لهم بالنصر.. هؤلاء الجنود يدركون، ونحن نعلم ذلك من خلال أجهزة التنصت، أن لا أمل في انتصار القذافي. هذا عامل نفسي في غاية الأهمية. نحن نشعر بتزعزع عزيمتهم". واعتبر نتائج الضربات الجوية منذ بدء العملية "حاسما". وأضاف أن "الصعوبة التقنية الوحيدة التي نواجهها هي عندما يختلط المتقاتلون. من الواضح أن مخاطر حصول أضرار جانبية مرتفعة جدا مما يحول دون تدخلنا". ولدى سؤاله حول إمكان إرسال قوات برية بعد الحملة الجوية، أجاب لونغيه بأن "القرار 1973" الصادر عن الأممالمتحدة لا يتضمن ذلك. وكانت قوات التحالف الدولي شنت مساء الأربعاء غارات جوية على طرابلس كما أفاد مراسلو فرانس برس الذين أكدوا سماع أصوات مقاتلات تحلق في سماء العاصمة ونيران المضادات الأرضية تدوي بغزارة وتضيء سماء طرابلس.