تنصلت كل الجهات بمحافظة الخرج من مسؤولية القبض على المتسولين، ورمى الجميع بمسؤولياتهم على الآخرين في ظل غياب التنسيق بين الجهات الأمنية ومكتب المتابعة الاجتماعية بالمحافظة، وعدم وجود آلية عمل واضحة لمن يقبض على هؤلاء المتسولين. وفيما أفاد مكتب المتابعة الاجتماعية بأن القبض على المتسولين والمتسولات عن طريق الجهات الأمنية، أكد مدير جوازات الخرج، قائد الدوريات الأمنية أن القبض على المتسولين هو من اختصاص مكتب المتابعة الاجتماعية ومكافحة التسول، لتكون المحصلة النهائية هي تحول الخرج إلى مرتع للمتسولين ليقينهم بعدم وجود جهات مسؤولة تتابعهم أو تطاردهم أو تقبض عليهم. هذا اليقين جعل متسولة تحمل طفلا تقف عند إحدى الإشارات تقول ل"الوطن": (ايش تبغون، نترزق الله، ما لكم دخل). وكانت قد صدرت توجيهات لمحافظ الخرج الأمير عبدالرحمن بن ناصر للإدارات الأمنية بمتابعة المتسولين والمتسولات بالمحافظة والقبض عليهم بالتعاون مع مكتب المتابعة الاجتماعية وتشكيل لجنة لهذا الغرض، إلا أن هذه التوجيهات تباينت الآراء حول المختص في تنفيذها، وهل هي الجهات الأمنية أم مكتب المتابعة الاجتماعية؟. وقال مدير مكتب المتابعة الاجتماعية بالخرج عبدالله الحقباني ل"الوطن": إن القبض على المتسولين مسؤولية الجهات الأمنية بالخرج "الجوازات والدوريات الأمنية والمرور"، وذلك حسب التوجيهات الصادرة من محافظ الخرج، ومع كثرة الاتصالات على الدوريات الأمنية عن وجود متسولين بالخرج تتم إحالة المكالمات إلى المكتب، وإعطاء المتصل أرقام مكتب المتابعة الاجتماعية. من جهته، أفاد قائد الدوريات الأمنية بالخرج المقدم محمد عبيد العليان ل"الوطن" بأن الدوريات الأمنية لا تقبض على المتسولين والمتسولات لأنها ليست قضية جنائية، ولكن يتم إبلاغ مكتب المتابعة الاجتماعية. مبينا أن دور الدوريات الأمنية في القضايا الجنائية فقط، وليس من اختصاصها القبض على المتسولين، وقال "دورنا فقط إبلاغ مكتب مكافحة التسول بالمتابعة الاجتماعية". وبيّن مدير جوازات الخرج العميد محمد عبدالرحمن القحطاني أن القبض على المتسولين والمتسولات في الخرج من اختصاص مكتب المتابعة الاجتماعية، وهناك إدارة مختصة بالمتسولين. يذكر أن "الوطن" نشرت في عددها الصادر يوم الخميس الماضي 17 فبراير الماضي خبر تحدٍ صارخ من المتسولات، ونشرت أن إحدى المتسولات عند ترحيلها قالت: إنها ستعود بعد ثلاثة أيام، ولم يكن هناك أي تفاعل من قبل الجهات المعنية بالخرج مع ما نشر، ليستمر انتشار المتسولات عند إشارات المرور.