لم يجل في خاطر مصممي سفينة "ميسترال" الحربية الفرنسية، أن هذه العملاقة سوف تفجر ما يشبه الصراع بين روسيا والغرب على تملك تلك التكنولوجيا العائمة. المفاوضات التي أجرتها روسيا مع فرنسا لأكثر من عام لشراء أربع سفن حربية برمائية إحداها من طراز "ميسترال"، أثارت مخاوف الولاياتالمتحدة وحلفائها في حلف الأطلسي من زيادة القدرات الهجومية لروسيا. ووقعت موسكو وباريس في 25 يناير الماضي اتفاقية الإنتاج المشترك لحاملات الطائرات، بعد أشهر من المفاوضات، وتعد هذه الصفقة الأولى من نوعها بأن تبيع دولة عضو في حلف الأطلسي سفنا حربية لروسيا، إلا أن الاتفاقية لم تشمل الجوانب العسكرية المتعلقة بالتسليح. السفينة "ميسترال" وهي في طريقها إلى جزر المالديف في رحلة تدريبية استقرت على شواطئ جدة. "الوطن" التقت قائدها كزافييه مورو، الذي أكد أنه كان من المفترض أن تشارك سفينته في مهام إنسانية لإجلاء مدنيين من تونس بعد الأحداث الأخيرة في ليبيا إلا أن الحاجة لم تستدع تدخلها. واستبعد قائد ميسترال، وجود أي مخططات لمشاركة العملاقة العائمة في أي من الأحداث الجارية في المنطقة العربية رغم أنها مجهزة للعمليات الحربية. والسفينة تعد قاعدة لتوجيه إدارة العمليات العسكرية، وتحوي عشرة طوابق وتضم مستشفى كبيرا تتوافق إمكانياته مع مدينة تحوي 25 ألف نسمة في فرنسا، ويبلغ طولها 199 مترا وعرضها 32 مترا، وحمولتها تقدر ب22 ألف طن وتستقبل 450 فردا بإجمالي طاقة استيعابية تصل إلى 650 فردا، وتحمل 16 طائرة هليكوبتر، و70 مدرعة وتعمل بنظام دفع كهربائي، فيما تبلغ مساحة المستشفى 750 مترا مربعا، وهي سفينة متعددة المهام وتعد نقطة انطلاق القوات إلى الأرض من خلال المروحيات والمركبات البرمائية.