أكد العديد من المسؤولين الأوروبيين على ضرورة الإسراع في حل الأزمة الليبية عبر تمكين المدنيين في ليبيا من الحماية الضرورية من جهة وتضييق الخناق على نظام القذافي من جهة أخرى. وقالت الممثلة الأعلى للسياسة الخارجية الأوروبية كاثرين أشتون أن كل الجهد يجب أن ينصّب على تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1973، وتوفير الحماية الضرورية للشعب الليبي، وإظهار الوحدة السياسية الأوروبية والدولية في إدارة الموقف. وأعلنت على هامش اجتماع لوزراء الخارجية الأوروبيين في بروكسل أن الدول الأوروبية اختارت آليات مختلفة ليست متناقضة بل مكملة لبعضها البعض لتنفيذ القرار الدولي وبما فيها عبر العمل العسكري، وأن الاتحاد الأوروبي يبحث فرض مزيد من التدابير القسرية على نظام القذافي الذي عليه الاستجابة لمطالب شعبه. من جهته قال وزير خارجية فنلندا الكسندر ستوب إن على المجتمع الدولي إبداء الوحدة الضرورية والمضي قدماً في تنفيذ مختلف جوانب وبنود القرار رقم 1973 عبر توفير الحماية للشعب الليبي وإجبار نظام القذافي على الامتثال الكامل له وتجنب مزيد من الخسائر في صفوف المدنيين. بدوره دعا وزير خارجية لكسمبورج جان السبرون حلف الناتو إلى استلام زمام المبادرة لتمكين كافة الدول من المشاركة الفعلية في تنفيذ بنود القرار 1973. وقال إن لكسمبورج ودولاً أخرى لا تمتلك آليات تحرك عسكري خارج حلف الناتو وهو أمر ذو طابع عملي ولكنه مهم.ودعا وزير خارجية قبرص ماركوس كيبريانو نظام القذافي إلى الالتزام الفعلي والتام بوقف إطلاق النار وفق بنود القرار 1973 كما دعا إلى حل سياسي للأزمة. كما أكدت وزيرة خارجية إسبانيا ترينيداد جيمنيز أن التحالف الدولي ملتزم بدقة ببنود القرار الصادر عن مجلس الأمن والذي يقول إن كافة التدابير يمكن اتخاذها لحماية المدنيين في ليبيا. وأعلنت مصادر أوروبية في بروكسل أن الدول الأوروبية تتجه لاعتماد حزمة جديدة من التدابير القسرية القاسية على النظام الليبي وبما فيها حظر مبيعاته من النفط والغاز، وأن إيطاليا التي عارضت هذه الخطة حتى الآن أبدت موافقتها عليها بعد صدور قرار مجلس الأمن الدولي. واعتبر دبلوماسي أوروبي أن هدف الاتحاد الأوروبي هو نفس هدف التحالف الدولي وفي حدود بنود قرار 1973، ولا يتمثل في السعي للنيل من القذافي شخصياً ولكن إبلاغه رسالة بأنه لن يكون في مأمن طالما استمر في قمع المدنيين وبأسلحة فتاكة ودون أي ضبط للنفس. وأوضح أن التقييم الذي قام به العسكريون الأوروبيون بعد تنفيذ المرحلة الأولى من العمليات ضد المقدرات العسكرية للنظام تؤكد أن القدرة العسكرية للقذافي فقدت توازنها وأصيبت بخلل هيكلي جسيم، وأن كتائبه تعاني حالياً من حالة انعدام انضباط وصعوبة في التواصل وغموض من حول مراكز اتخاذ القرار.