ربما لأول مرة في تاريخها، بدت طرقات وشوارع المملكة بعد ظهر أمس خالية إلا من عدد قليل من السيارات المارة، وذلك بسبب حرص المواطنين على الجلوس أمام شاشات التلفزيون لمتابعة الخطاب التاريخي الذى ألقاه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز في "جمعة الوفاء"، وكذلك القرارات الملكية التى أعقبت الخطاب. ورصدت "الوطن" فى مختلف المناطق انخفاضا في أعداد السيارات بشكل لافت في العديد من الطرقات والشوارع حتى إن السائقين يسيرون بالسرعة القصوى المحدّدة نظاما، فيما اختفت الاختناقات المرورية التي كانت السمة البارزة للعاصمة في الكثير من الأوقات. كما بدت الحدائق هي الأخرى شبه خالية من مرتاديها الذين يحرصون على الخروج للتنزّه والترفيه في مثل هذه الأوقات من كل يوم جمعة كونه إجازة رسمية للجهات الحكومية والخاصة. وانسحب ذلك على الأسواق التجارية التي حرص السكان على ارتيادها بعد صلاة الجمعة للتبضّع والعودة للمنازل سريعا لمتابعة خطاب الملك، حيث تجمعت الأسر والأبناء حول أجهزة التلفاز فيما يشبه الاحتفالية، تنصت بكامل حواسها لخطاب القائد إلى أبناء الشعب. وبعد إعلان الأوامر الملكية، تبدل المشهد تماما حيث دبت الحياة في الشوارع مرة أخرى، وحركة كبيرة، وانطلقت مواكب المواطنين لتعبر عن فرحتها بهذه القرارات، التي تجسد حرص القيادة الرشيدة على تلبية جميع احتياجات المواطنين. وامتلأت الشوارع بالأسر السعودية التي نزلت تعبر عن فرحتها بالقرارات الملكية، وراح الشباب يعبرون عن فرحتهم بالعطاء الملكي على طريقتهم الخاصة، حيث رفعوا الأعلام وتعالت أصواتهم بالأغاني الوطنية وهم يجوبون شارعي التحلية والعليا وطريق الملك فهد جيئة وذهابا. فيما وقفت بعض الأسر على الأرصفة تصور المسيرة بالهواتف النقالة والكاميرات.