نشبت معارك عنيفة بين الثوار الليبيين والقوات الحكومية أمس، على الطريق المؤدي إلى بنغازي معقل المعارضة فيما زعم التلفزيون الليبي الرسمي أنه سمع إطلاق نار وانفجارات في مطار بنغازي معقل الثوار. وأعلن الجيش الليبي أمس أنه سيوقف عملياته العسكرية تجاه الثوار إلى الأحد المقبل بزعم إعطائهم مهلة "لتسليم السلاح والعفو العام عنهم". وأعلنت مصادر متطابقة أن القوات الموالية للنظام شنت غارة جوية أمس ضد مواقع للثوار في المدينة، إلا أن هؤلاء تمكنوا من صد الهجوم وأسقطوا طائرتين. وأعلن متحدث باسم الثوار في بنغازي لوكالة فرانس برس أن "الوضع هادئ في بنغازي. حاولت قوات القذافي شن غارة على المدينة لكن الدفاعات الجوية صدت الهجوم وأسقطت طائرتين". وأكدت صحيفة برنيق الإلكترونية المعارضة الخبر نقلا عن مصدر عسكري. وأعاقت اشتباكات حول أجدابيا وهي بلدة استراتيجية على الطريق الساحلي زحف القوات الحكومية على بنغازي، لكن الجيش حذر المواطنين من أنه يضع عينه على المدينة وطلب من الناس مغادرة المواقع التي يسيطر عليها مقاتلو المعارضة. وانتشرت سيارات محترقة ملقاة على جانب الطريق المؤدي إلى أجدابيا في الوقت الذي تستعرض فيه القوات الحكومية الليبية المدفعية والدبابات وقاذفات الصواريخ المتنقلة، وهي أسلحة ثقيلة بدرجة أكبر كثيرا من تلك المتوفرة لدى قوات المعارضة. وأدت هجمات للقوات الحكومية المدعومة بالدبابات والمدفعية والطائرات الحربية إلى تقهقر المعارضة المسلحة التي تفتقر إلى الأسلحة الكافية من البلدات التي كانت قد سيطرت عليها في الأيام الأولى من الانتفاضة. وقال القذافي في مقابلة مع صحيفة "لوفيجارو" الفرنسية إن هدف قواته هو تحرير الشعب من "العصابات المسلحة" التي تحتل بنغازي. ومضى يقول إنه إذا استخدمت قواته القوة فإن العملية ستستغرق يوما واحدا، لكنه أضاف أن هدفهم هو تفكيك الجماعات المسلحة من خلال وسائل مختلفة مثل تطويق المدن أو إرسال مفاوضين. وعندما سئل عما إذا كان الحوار مع قوات المعارضة ممكنا كرر تأكيده على أنهم مرتبطون بتنظيم القاعدة. وتابع أنهم ليسوا من النوعية التي يمكن التفاهم معها، لأن القاعدة لا تتفاهم مع أي أحد. وعن مصير زعماء المعارضة المسلحة أجاب أن من الممكن أنهم سيفرون. ولكنه قال إنهم لا قيمة لهم. وقال بيان نقلته قناة الليبية الرسمية لسكان بنغازي إن الجيش في الطريق. وحث البيان السكان على الابتعاد عن المناطق التي يسيطر عليها المسلحون والأماكن التي تخزن فيها الأسلحة. وتجاهل سكان بنغازي هذا البيان وقالوا إن المدينة هادئة. وقال هشام محمد وهو أحد سكان طبرق في مكالمة هاتفية "الناس هنا بخير. هناك قدر من التوتر.. قدر من الخوف من الضربات الجوية لكن أغلب الناس بخير." ولم يتضح بالتحديد وضع أجدابيا على بعد 150 كيلومترا إلى الجنوب من بنغازي المطلة على خليج سرت. وتبدل الطرف المسيطر على أجزاء من البلدة أكثر من مرة خلال الساعات الثماني والأربعين الماضية. وقال أسامة جزوي وهو طبيب في بنغازي إنه عندما غادر أجدابيا في وقت متأخر من أول من أمس كانت قوات المعارضة تسيطر على المدينة وكان القتال لا يزال مستمرا. وفي مرحلة من المراحل تمكنت قوات القذافي من قطع الطريق من أجدابيا إلى طبرق لكن المعارضة المسلحة تمكنت من إخراجها منه، لكن مدنيا آخر في بنغازي طلب عدم نشر اسمه قال إن أجدابيا سقطت في يد القذافي. ومضى يقول "أعلم أشخاصا هناك. هناك الكثير من الأشخاص الذين يغادرون أجدابيا ويمرون ببنغازي ويتجهون للحدود." وكان الوضع غير واضح أيضا بالنسبة لمصراتة، فبينما قال التلفزيون الليبي أمس إن القوات الموالية للقذافي استعادت السيطرة على مدينة مصراتة بغرب البلاد نفى سكان ومعارضون بالمدينةالخبر.