لقي 5 أشخاص "باكستانيان و3 هنود" تتراوح أعمارهم ما بين 35 و50 عاما مصرعهم، وأصيب نحو 43 آخرين بإصابات متباينة، إثر انقلاب حافلة تقلهم فجر أمس على طريق عفيف ظلم أثناء توجههم إلى مكةالمكرمة لأداء مناسك العمرة، حيث تسببت الأمطار التي شهدتها المحافظة والطرق المتفرعة منها مساء أول من أمس في انزلاق التربة نحو الطريق الأسفلتي في بعض المواقع، وتعود الحافلة المنكوبة لشركة في مدينة حفر الباطن نظمت رحلة لمنسوبيها لأداء العمرة. وتواجدت "الوطن" في مستشفى عفيف العام، والتقت ببعض الناجين، حيث ذكر المصري عبدالرزاق محمد "30 سنة" المصاب بكسر في ذراعه اليسرى، أنه والركاب بينهم 6 من المواطنين السعوديين، انطلقوا بقصد أداء العمرة من محطة النقل العام بمدينة حفر الباطن بعد ظهر الأربعاء، وشهدوا في الطريق أمطارا مختلفة الغزارة من منطقة إلى أخرى، وعندما اقتربت الحافلة من مدينة ظلم "150 كيلومترا غرب عفيف" شعروا بانزلاق الحافلة أثناء هطول الأمطار المتوسطة عند الساعة ال11.40 قبل منتصف الليل. مشيرا إلى أن السائق يمني الجنسية لم يكن مسرعا، ولكنه لم يستطع السيطرة على الحافلة التي انقلبت حتى استقرت على بعد أكثر من 20 مترا من الطريق العام، وسط تهليل وتكبير من كافة الركاب البالغ عددهم 48 شخصا. وأضاف محمد "كنت حينها بصحة جيدة لا أعاني إلا آلاما بسيطة، مما دعاني إلى الاتصال برقم الدوريات الأمنية، وللأسف عند إجابتهم لي لم أستطع تحديد مكان الحادث، وقد ذكرت لهم أننا قد خرجنا من عفيف قبل نحو ساعة ونصف باتجاه مكة. وذكر كل من كرم حسين ومحمد غلام وعبدالرحمن جمال الدين "آسيويين" أن الحادثة أشبه بالكابوس، وأن الجهات الأمنية باشرت الحادثة بعد 25 دقيقة فقط، وتم إخراج المتوفين والمصابين بشكل سريع. من جهته أعلن مدير مستشفى عفيف سلطان الهاجري أن المصابين الذين استقبلهم مستشفى عفيف فقط من حادثة الحافلة 14 مصابا، وغادر 8 منهم بعد تلقي العلاج اللازم والمنومون حاليا 5 أشخاص فقط, فيما تم توزيع بقية ركاب الحافلة على مستشفيات ظلم والمويه. وأكد مدير العلاقات العامة والإعلام الصحي بالمستشفى محمد الضليعي، أن الحادث أسفر عن مصرع 5 أشخاص وإصابة 43 آخرين، وأضاف أن رئيس هيئة الهلال الأحمر السعودي الأمير فيصل بن عبدالله بن عبدالعزيز، ومدير الشؤون الصحية بمنطقة الرياض، أجريا اتصالين هاتفيين بمدير المستشفى للاطمئنان على المصابين ومتابعة الوضع. وكان نهار أول من أمس شهد أكثر من 5 حوادث مختلفة، بينها حادثان لمعلمين في نفس الطريق، ما استدعى إغلاقه بعض الوقت لعمل الإصلاحات اللازمة، وما إن انتصف ليل الأربعاء ولاح فجر أمس، إلا ودوَّت أبواق سيارات الإسعاف والجهات الأمنية منطلقة نحو موقع الحادث الأكبر حجما الذي وقع للحافلة، واستنفرت على إثره كافة الأجهزة الأمنية والإسعافية بمحافظة عفيف وظلم والبجادية والمويه، ترافقها مركبات الدفاع المدني المختلفة، فيما كان مستشفى عفيف العام الأكثر سعة سريرية في هذه المنطقة يتهيأ بطواقمه الطبية والفنية وعلى رأسها مديره الأخصائي سلطان الهاجري لاستقبال مصابي الحادث، وعمل الإسعافات اللازمة لهم حتى ساعات الفجر الأولى.