لم يعد المسافر من المملكة إلى الكويت براً ملزما بالمرور بمحافظة الخفجي بعد إنشاء طريق جديد إلى المنفذ الحدودي مباشرة دون المرور بالمدينة. وتأثرت الحركة التجارية في الخفجي التي اكتسبت شهرتها كونها معبراً دولياً ولصمودها إبان الغزو العراقي في التسعينات، سلباً بنسب تقرب من 90% بعد فتح الطريق الجديد، نظرا لقلة عدد المسافرين المارين بالمحافظة، وذلك طبقا لتصريح عقاريي الخفجي. وقال العقاري مطلق العتيبي، إن تأثير الطريق البري الجديد على حركة بعض الأنشطة التجارية كمحلات البيع ومحطات البنزين والمطاعم سلبي لتغير مسار الطريق، مشيراً إلى أن مبيعات التجزئة في المحافظة تعتمد على تدفق المسافرين في المقام الأول. وأضاف أن النشاط العقاري شهد نموا واضحا في الفترة الأخيرة حيث شهدت محافظة الخفجي منذ قيام شركة أرامكو لأعمال الخليج تطورات كبيرة، بعد أن ساهمت الشركة بشكل كبير في تنمية المجتمع من خلال إطلاق العديد من المبادرات بالشراكة مع القطاعين العام والخاص والعمل على تحسين الشوارع في المحافظة وإضافة المجسمات انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية. ولفت العتيبي إلى أن من الأسباب الرئيسة لتطور العقار في الخفجي إقبال بعض المستثمرين العقاريين من المناطق القريبة مثل الدمام والخبر والجبيل، حيث استفادوا من قيمة الأراضي التي تتراوح في حدود 50 إلى 60 ألفا قاموا ببنائها واستثمارها شققا سكنية وتأجيرها. وأكد أن المحافظة تشهد ارتفاعا كبيراً في أسعار العقارات السكنية والتجارية بأكثر من 100%, فبعض الأراضي كانت تباع ب 20 ألفا و50 ألفا وصلت إلى 120 و200 ألف ريال، وهناك أراض تجارية تصل إلى 200 و300 ألف ريال وأكثر بحسب الموقع والخدمات. وأوضح العتيبي، أن هناك تحركا من مستثمرين كويتيين خاصة ممن يعملون في الشركة بالخفجي للدخول في استثمارات عقارية في المحافظة لكونهم قريبين منها لكون الخفجي تمثل مناخا خصبا ومناسبا كمنطقة حيوية لها مستقبل واعد، خاصة بعد المخططات الجديدة والخدمات البلدية والكهرباء والصحة والتعليم. من جهته، قال العقاري محمد اليانمي، إن مشروعات الصرف الصحي والخدمات البلدية وإنشاء كليات وافتتاح المستشفى كلها عوامل ساهمت في بقاء الكثير من المواطنين ممن كانوا يرغبون ويخططون للانتقال إلى خارج المحافظة، كما أن هناك موظفين سعوديين يعملون في شركات شيفرون في المنطقة المحايدة في ميناء الزور والوفرة بالكويت تحولوا للسكن في الخفجي بعد تقاعدهم، وكذلك من هم على رأس العمل فضلوا أن يقطنوا الخفجي ويذهبوا إلى أعمالهم في المنطقة المحايدة حيث لا يستغرق وصولهم إلى مقر أعمالهم من الخفجي أكثر من 45 دقيقة، مشيرا إلى أن كل هذه الأمور زادت من الشريحة السكانية للخفجي وساهمت في تنشيط الحركة التجارية والعقارية. وبين صالح الغصنة من متقاعدي شركة تكساكو بالكويت، أنه عمل وسكن بالكويت نحو 30 عاما وبعد تقاعده فضل السكن في الخفجي منذ نحو 3 سنوات، كما أن أبناءه يقطنون معه في الخفجي ويذهبون إلى مقر أعمالهم في الكويت يوميا. وقال إنه اشترى أرضا يبني عليها مسكنا، كما أن له استثمارات في الخفجي، مشيرا إلى أن هذا حال الكثير من زملائه وأقاربه ممن كانوا يعملون في الكويت وسكنوا الخفجي بعد تقاعدهم.