بدأت في جدة أول من أمس فعاليات مهرجان القهوة العربية الذي تنظمه مجموعة رناد العربية تحت مظلة الغرفة التجارية الصناعية بجدة، والهيئة العامة للسياحة والآثار، وأمانة مدينة جدة، ويستمر أربعة أيام، بمشاركة خمس دول عربية. شهد المهرجان مشاركة أكثر من 20 فرقة للفلكلور الشعبي السعودي والعربي والأفريقي، وشاهد الزوار خياما عربية وضعت على مسافة خمسة كيلومترات على ممر المشاة على الكورنيش، وكذلك أجنحة للفن التشكيلي والتراثي، ومراسم فنية للأطفال. وقال رئيس اللجنة المنظمة للمهرجان خالد ناقرو إن "القهوة كانت ولا تزال رمزا من رموز الكرم والضيافة عند العرب، فضلا عن كونها المشروب اليومي الذي لا يمكن الاستغناء عنه، رغم تعدد قوائم المشروبات المصنفة عالميا ضمن إطار القهوة كالكابتشينو والميكاتو والقهوة التركية، والتي رغم تعدد أنواعها وكثرة مسمياتها، لم تستطع أن تسحب البساط من القهوة العربية". وأضاف أن المملكة أكثر دولة بالعالم استهلاكا للبن والهيل، حيث أوضحت الإحصاءات أن نسبة استهلاك الفرد السعودي للبن وصلت إلى ثلاثة كجم في العام الواحد، وأن السعوديين ينفقون أكثر من مليار ريال سنويا لإعداد القهوة بكافة مكوناتها، ويستوردون في العام ما قيمته 800 مليون ريال من البن، فيما يتم استيراد أكثر من 26 ألف طن من الهيل والزنجبيل والزعفران بقيمة إجمالية تتجاوز أربعة مليارات ونصف المليار، تستخدم نسبة معينة منها في إعداد القهوة، وإضافة نكهات معينة عليها، فيما تستخدم النسبة العظمى منها في استخدامات أخرى من أهمها الأطعمة والأدوية الشعبية. ولفت ناقرو إلى أن الكميات المستوردة من البن بشكل سنوي للأسواق السعودية والمستخدمة في إعداد القهوة العربية تقدر ب 10000 طن من البن الهرري واللقمتي. وتقول صاحبة كافيه قهوة عربي في مكةالمكرمة سلوى شويه، والتي تعمل في مهنة الصبابة منذ عشرين عاما، إنها تعد القهوة بالمنزل، حيث تقوم بطحن البن وفرزه، واستبعاد الملوث منه، ثم تقوم بغسله وتجفيفه وتحميسه، ثم تدق وتطحن البن طحناً خشنا حتى يسهل ركوده، ثم تقوم بتحميس القهوة في محماس حتى يتغير لونها، حيث إن درجة قوة القهوة تختلف حسب درجة حمسها. وتضيف أن "القهوة كانت قديما توضع في الزمزمية، وهي إناء فخار يحافظ على سخونة القهوة وطعمها ولونها، أما الآن فتحفظ في أوان خاصة حديثة تسمى سخانا أو برادا تحافظ على سخونتها".