تواجه كتلة أعضاء الكونجرس المؤيدة بصورة تقليدية لإسرائيل انشقاقا داخليا حول ما يتعين أن يكون عليه الموقف من المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، فيما يستعد البيت الأبيض لاستقبال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو غدا، في وقت صعدت فيه السلطة الفلسطينية من لهجتها تجاه إسرائيل، مهددة باستمرار الكفاح الشعبي والدبلوماسي، وذلك قبل لقاء الرئيس محمود عباس للرئيس أوباما في 9 يونيو المقبل. ويدين الجزء الأكثر تطرفا لصالح إسرائيل من أعضاء الكونجرس موقف إدارة أوباما بسبب ما ينسب إليها من محاولة فرض تسوية بين الجانبين على حساب أمن إسرائيل، ومن سوء معاملة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. ويطالب هذا التيار بانسحاب الولاياتالمتحدة من عملية السلام، وترك المفاوضات للطرفين المعنيين وحدهما. أما الشق الثاني من ذلك المعسكر المؤيد لإسرائيل فإنه يؤيد السياسة الحالية للإدارة، ويوجه انتقادات مبطنة للحكومة الإسرائيلية بسبب ما يوصف بتعنتها ورفضها "حلولا معقولة" للنزاع. وتمثل الاتجاه الثاني في رسالة موجهة إلى وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون صاغتها عضو مجلس الشيوخ البارزة دايان فينشتاين تعرب عن تأييد موقّعيها للمفاوضات غير المباشرة. وكررت الرسالة التأكيدات بأن سلام الشرق الأوسط يشكل مصلحة استراتيجية أمريكية، وهي تأكيدات قدمها قائد المنطقة العسكرية الوسطى في البنتاجون الجنرال ديفيد بيتريوس، وأثارت غضبا كبيرا بين أعضاء اللوبي الإسرائيلي في الولاياتالمتحدة. وفي المقابل واصلت المنظمة الصهيونية الأمريكية ومنظمات أخرى معارضتها للمفاوضات بدعوى أنها تأتي بضغوط أمريكية، ومن ثم تعد بنتائج غير مستقرة. وقالت المنظمة في بيان أصدرته يفهم على أنه ردة فعل لرسالة فينشتاين: إن "حركة حماس لا تزال تهدد المدنيين الإسرائيليين في إسرائيل ولا يوجد أي ضمانات بألا تتحول الضفة الغربية إلى وضع مشابه لغزة عقب التوصل إلى اتفاق. إن أي مفاوضات لا يمكن أن تتأسس على حلول مفروضة من الولاياتالمتحدة أو غيرها. لإسرائيل وحدها الحق في تحديد ما هو ضروري لأمنها القومي، ومن ثم فإن لها وحدها حق تحديد نتيجة أي مفاوضات بل وتوقيتها". وفيما شدد الرئيس الفلسطيني على الاستعداد للدخول في مفاوضات مباشرة مع إسرائيل في حال الاتفاق على الأمن والحدود، دعا صائب عريقات رئيس دائرة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية دول العالم التي لم تعترف بعد بدولة فلسطين ولم ترفع التمثيل الدبلوماسي الفلسطيني إلى درجة سفارة إلى أن تقدم على ذلك بشكل فوري ودون تردد، مشيرا إلى أن الاعتراف بدولة فلسطين على حدود الرابع من حزيران عام 1967، بعاصمتها القدسالشرقية يعتبر أمرا يتماشى مع القانون الدولي، "بل إن القيام به واجب على دول العالم كما أقرته الشرعية الدولية". أما مفوض العلاقات الدولية في حركة فتح نبيل شعث فأكد أنه في حال فشلت المفاوضات غير المباشرة مع إسرائيل فإنه لن يكون هناك سبيل سوى الاستمرار في النضال والحراك الدولي "لتحقيق وحدتنا وبناء مؤسساتنا. هذا شعب قاتل مئة عام ولن نتخلى عن حقوقنا أو أهدافنا الثابتة".