تواصل إيران جهودها الدبلوماسية في أنحاء العالم للوقوف بوجه المساعي التي تقودها واشنطن في مجلس الأمن لفرض عقوبات اقتصادية رابعة على إيران وقد وصل وزير الخارجية الإيراني منوشهر متقي أمس إلى طوكيو بهدف لقاء المسؤولين اليابانيين للتباحث حول آخر المستجدات بشأن القضية النووية الإيرانية . ومن المقرر أن يلتقي متقي نظيره الياباني ويلقي كلمة أمام جمع من المفكرين بمؤسسة ساساكاوا للسلام . وأكدت مصادر إيرانية أن متقي سيلقي كلمة اليوم أمام البرلمان الأوروبي لشرح آخر التطورات في الملف النووي الإيراني والاتفاق النووي بين طهران وتركيا والبرازيل. وفي سياق الجهود الدبلوماسية حذر عدد من النواب الإيرانيين ،الصين وروسيا من أن طهران قد تتخذ خطوات رادعة تتمثل بتخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية والتجارية معهما إذا ما أيدتا عقوبات جديدة يفرضها مجلس الأمن على طهران. من جهة أخرى، اتهم رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان الدول الغربية بأنها تفتقد إلى "الصدق والإنصاف" في معالجتها للملف النووي الإيراني، حسبما أفادت وكالة أنباء الأناضول. وفي حديث إلى صحافيين أتراك خلال زيارة إلى البرازيل أول من أمس، كرر إردوغان انتقاداته للغرب بسبب صمته بشأن إسرائيل التي يعتقد أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. وبدون أن يسمي إسرائيل، قال إردوغان "إنكم لا تظهرون الأسلوب نفسه بل تثيرون العالم ضد إيران. لا أرى أن ذلك يتسم بالعدل والصدق والنزاهة". ورد إردوغان على وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون التي قالت الخميس الماضي إن الاتفاق التركي الإيراني البرازيلي كان يهدف إلى "إكساب إيران الوقت (...) ويجعل العالم أكثر خطورة وليس أقل خطورة". ونقلت وكالة أنباء الأناضول عن إردوغان قوله إن "المبادرة التي قمنا بها ليست مبادرة تجعل العالم في خطر بل بالعكس، إنها تهدف إلى الحؤول دون محاولات تعريض العالم للخطر". وأضاف "قلنا منذ البداية لا نريد أسلحة نووية في المنطقة". واتهم إردوغان القادة الغربيين بالتراجع عن الشروط التي وضعوها لإيران بعدما أدرجتها البرازيل وتركيا في الاتفاق، وذكر منهم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وقال "في اتصالاتنا السابقة قالوا إنهم يستطيعون إعطاء إيران اليورانيوم (العالي التخصيب) خلال عشرة أشهر. وضعنا فقرة تنص على 10 أشهر وهامش أمان من شهرين". وأضاف "الآن يقولون إن هذه ال120 كجم من اليورانيوم لا يمكن أن تصنع قبل عامين وساركوزي هو من قال ذلك. من المستحيل فهم هذا الأمر". وقال إردوغان إنه سيواصل مع الرئيس البرازيلي إيناسيو لولا دا سيلفا الجهود الدبلوماسية لدعم الاتفاق. وأضاف أنه سيبحث في هذه القضية مع الرئيس الأمريكي باراك أوباما على هامش قمة العشرين في كندا الشهر المقبل. إلى ذلك أفادت تقارير بريطانية أمس بأن إسرائيل تعتزم نشر ثلاث غواصات ألمانية الصنع قادرة على حمل رؤوس نووية في الخليج بالقرب من السواحل الإيرانية. ووفقا لصحيفة "صنداي تايمز" فإنه جرى إرسال أول الغواصات على خلفية المخاوف الإسرائيلية من إمكانية أن تصيب الصواريخ الباليستية التي طورتها إيران و سوريا وحركة حزب الله اللبنانية أهدافا داخل إسرائيل من بينها قواعد جوية ومنصات لإطلاق الصواريخ. وأضافت الصحيفة أن أسطول الغواصات الصغير (فلوتيلا 7) دولفين وتيكوما وليفياثان، قد زار الخليج من قبل، إلا أنه تم اتخاذ القرار الآن بضمان تواجد دائم لواحدة على الأقل من هذه الغواصات. وذكرت الصحيفة أن قائد أسطول الغواصات، مشيرة إليه باسم كولونيل أو، قال لصحيفة إسرائيلية :"نحن قوة هجوم تحت الماء، ونحن نعمل على أعماق ومسافات بعيدة جدا من حدودنا". ويتراوح عدد أفراد طاقم كل غواصة بين 35 إلى 50 فردا، يقودهم قائد قادر على إطلاق صاروخ كروز يحمل رأسا نوويا. وذكرت الصحيفة أنه يمكن اللجوء إلى استخدام هذه الغواصات إذا ما استمرت إيران في برنامجها الهادف إلى إنتاج قنبلة ذرية. وشدد مسؤول في البحرية الإسرائيلية على أن "مدى الصاروخ الذي تحمله الغواصة يصل إلى 1500 كلم ما يعني أنه قادر على إصابة أي هدف في إيران".