أنجزت المعارضة تحديا كبيرا مع الأكثرية الجديدة وبرهنت على أنها تملك الشرعية الشعبية والسياسية حيث حشدت مئات الآلاف من المواطنين اللبنانيين في ساحة الشهداء في بيروت تحت شعارات سياسية أهمها رفض سلاح حزب الله ودعم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. وركز رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري في كلمته أمام الحشود أمس على أنه من "المستحيل أن يبقى السلاح لعبة ترُمى على أولادنا لتنفجر في وجوههم، أن يبقى السلاح مرفوعاً في وجه إرادة الشعب الديموقراطية وفي وجه الحق وفي وجه الحقيقة"، وأيّد الحريري في كلمته شعار "إسرائيل تريد إسقاط السلاح"، موضحاً أنّ إسرائيل تريد أن يسقط السلاح وأن يوجه إلى بيروت والجبل ويسقط بالفساد والممنوعات"، مشيرا إلى أن "إسرائيل تريد أن يسقط السلاح من قمة الدفاع عن لبنان وأن يستعمل هذا السلاح في الداخل". وشدد الحريري الذي وصل إلى منصة الخطباء وخلع سترته وربطة عنقه أمام الحشود على أنه "من المستحيل أن نتخلى عن الحقيقة والعدالة وألف مستحيل أن نتخلى عن لبنان"، لافتا إلى أن "المستحيل أن نقبل أن يقع لبنان تحت أي وصاية سواء كانت خارجية أو من الداخل لصالح الخارج". ولفت كذلك ردا على مواقف رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى أنّ "المستحيل أن يبقى شخص واحد 20 سنة في الموقع نفسه بالسلطة( مشيرا بذلك إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري )، ويعطينا دروساً في تداول السلطة، فقط لأنه كلما فكّر شخص بأن يترشح ضده يخرج السلاح إلى الشوارع وعلى السطوح"، مشدداً على أن "المستحيل أيضًا أن يقف أمامكم نائب ويتعهد لكم بأن يدافع عن المحكمة وعن الطائف وعن الديموقراطية( قاصدا النائب وليد جنبلاط)، وأن ينقل صوتكم بأمانة، ثم يقول إنه أجبر على عمل العكس تماماً لأنه جاء من قال له السلاح سيأكل البلد، ويأكل أولاده وأولادكم". وتابع الحريري في السياق عينه مؤكدًا أنّ من "المستحيل أن يستطيعوا الاستمرار كلما قال أحد كلمة، يقولون عنه إنه خائن إسرائيلي، ويقولون إننا نحن جميعنا خونة إسرائيليون، وإن شهداءنا إسرائيليون.. وقتلتهم إسرائيل والآن عِملِتْ محكمة... إسرائيلية!" وأعلن الحريري أن "لا حرية لشعب خاضعة دولته ودستوره وأمنه واقتصاده لغلبة السلاح ورهينة من يتحكم بالسلاح". وألقيت كلمات لقيادات وشخصيات من قوى 14 آذار ركزت على رفض وصاية السلاح في الحياة السياسية اللبنانية، داعية إلى الاستمرار في النضال من أجل منع السلاح من فرض شروطه على الحياة السياسية الداخلية في لبنان. وطالب خطباء تجمع 14 آذار بانسحاب كل سلاح غير شرعي، مؤكدين على مواجهة الانقلاب الذي قاده حزب الله ضد الشرعية والأكثرية البرلمانية الشرعية. وحذر خطباء آخرون من هيمنة طائفة على بقية الطوائف استقواء بالسلاح معلنين رفضهم لوصاية السلاح على الحياة السياسية اللبنانية، وحمل البعض من خطباء ساحة الحرية على محاولات فرض وصاية ولاية الفقيه على الحياة السياسية في لبنان.