أبى معرض الرياض الدولي إلا أن تكون نهايته صاخبة على نحو بدايته حين علا ضجيج من سموا أنفسهم ب ( المحتسبين)، غير أن النهاية الصاخبة جاءت بفعل الطبيعة هذه المرة ، حيث فوجئ رواد المعرض أمس وهم يلملمون آخر ما تبقى من كتب بقطرات مطر داهمت المراكز الإعلامية والواجهتين الشرقية والغربية، ما حدا بدور النشر إلى نثر كتبهم على الأرض. وبقدر ما كان المطر مزعجاً لبعض الناشرين أشاع جواً من البهجة في أرجاء المكان، ما حدا بإحدى الزائرات أن تعلق قائلة : (هذه دموع فراق الرواد للمعرض وعادت لتذكر، لا دموعنا لا تضر، كما تضررت دار الريس ومركز دراسات الوحدة العربية وبيسان ودار الجيل ). من جهته قال المشرف على المعرض الدكتور عبدالعزيز العقيل: إن إدارة المعرض مسؤولة عن ما حصل، وسيتم تشكيل لجنة للنظر في ذلك، وسيُعوض الناشرون، وذلك نتيجة خلل في سقوف المعرض سمح بتسرب مياه المطر إلى بعض الأجنحة المتضررة والتي وصل عددها إلى نحو حوالي 40 دار نشر. إلى ذلك لم تخل مناسبة معرض الرياض الدولي للكتاب 2011 الذي أغلق أبوابه أمس دون أن ترسم طرائفها على أوجه الناشرين الذين بدؤوا في لملمة مطبوعاتهم ورصها في (الكراتين) استعداد للعودة بحمولة أخف. فمثلما حفلت الأجنحة بالكتب على مدى عشرة أيام شهد أول يومين منها احتقاناً صنعه بعض المتشددين، حفلت كذلك بكثير من الطرائف التي لم تنج منها منصات التوقيع وأجنحة الحراسة والأمن . فمنصة التوقيع الرجالية وكذلك النسائية خلافاً لدورها كمحطة مؤقتة للمؤلف تربطه بقافلة الجمهور مثلت استراحة لكل عابر سبيل في المعرض بسبب انعدام أماكن مخصصة للاستراحة. وبدا مثيراً أمس جلوس متعب الغامدي مؤلف كتاب ( رثاء الملك عبد العزيز في الشعر السعودي ) إصدار دارة الملك عبد العزيز ، في منصة التوقيع ، دون أن يوقع شيئاً بعد نفاد نسخ كتابه،لينضم إلى سجل طرائف المعرض التي توارت خلفاً في الأيام الماضية مع ضجيج المحتسبين والناشرين معاً. المعد والمذيع التلفزيوني رياض القحطاني قال : فاجأتني بعض دور النشر التي رفضت الظهور في التلفزيون إلا بمقابل مادي. أما الشاعر إبرهيم الوافي فاكتشف توقيعه ديوانه للشخص ذاته بالعبارة ذاتها مادفع المتلقي لمخاطبته : تراك كتبت العبارة ذاتها العام الماضي. وذكر أحد المشرفين على جناح وزارة الثقافة والإعلام أن بعض الناس يمر بالجناح وهو يردد (أبغى قهوة وتمر)، فنجلسه ونصب له القهوة ويمضي إلى حال سبيله. أما أحد المشرفين على قاعة الاستراحة الخارجية الواقعة إلى جوار المطاعم حيث يوجد جزء من بحيرة صغيرة قال: مر بي طفل عمره خمس سنوات يريد أن يسبح وسألني : بكم (التكت)؟ دار الكتاب التربوي للنشر والتوزيع وهي دار سعودية متخصصة في النشر والتوزيع الذي يهم التربويين يقول المسؤول فيها خالد صالح : سددنا الأقساط وطابقنا شروط الوزارة في الموعد المحدد و لكن فوجئنا قبل يومين من بدء المعرض باعتذار الوزارة دون توضيح الأسباب. محمود الكسر مسؤول دار ابن حزم في الرياض لم ينس مرور سيدة مسنة بجناحه أخذت نسخاً من كل الكتب وقالت بعد أن وضعتها في الكيس :هذي كلها إهداء فابتسم ورد عليها لا، قبل أن يهديها أحد الكتب .