في ظل الارتفاعات الكبيرة التي تشهدها سوق النفط العالمية، اتجه عدد من شركات الطيران إلى رفع أسعار تذاكر رحلاتها لجميع الدرجات لاستيعاب الزيادة في أسعار النفط التي وصلت إلى حدود 116 دولارا للبرميل في تعاملات أمس. غير أن المشهد المحلي يختلف تماما عن نظيره العالمي، حيث نفى مساعد المدير العام ومدير العلاقات العامة بالخطوط الجوية السعودية عبدالله الأجهر أن تكون هناك نية لرفع أسعار تذاكر رحلاتها رغم ارتفاع أسعار الوقود، مؤكدا أن لديها القدرة على تجاوز أزمة ارتفاع الأسعار وبقاء الأسعار الحالية على ما هي عليه. ويرى اقتصاديون تحدثوا إلى "الوطن" أن ارتفاع أسعار تذاكر الطيران جاء طبيعياً في ظل ارتفاع أسعار النفط الذي يعكس بدوره ارتفاعا في أسعار وقود الطائرات، مشيرين إلى أن العملية أشبه بردة فعل طبيعية. وقال الخبير الاقتصادي صالح العبدالرحمن إن الأوضاع غير المستقرة في عدد من الدول انعكست على أسعار النفط التي تشهد حالياً ارتفاعات لم تسجلها خلال السنتين الماضيتين. وعاد العبد الرحمن ليؤكد أن توجه شركات الطيران العالمية إلى رفع أسعار رحلاتها جاء كمحاولة للتقليل من تراجع أرباحها في ظل ارتفاع أسعار الوقود. في حين أكد فيصل المواش عضو مجلس إدارة إحدى شركات السياحة في المملكة، أن كثيرا من شركات الطيران العالمية لجأت إلى رفع أسعار رحلاتها بنسبة تجاوزت 10 % وهو أمر متوقع في ظل ارتفاع أسعار النفط في العالم. ولم يستبعد المواش أن تتجه شركات الطيران المحلي إلى رفع أسعار تذاكرها، غير أنه أفاد أن شركة الطيران السعودية لم تبلغ وكالات السياحة بأي أمر بهذا الخصوص. وعن المخاوف في تراجع أرباح الخطوط السعودية قال الأجهر في تصريحات إلى "الوطن": لا خوف أبدا والأوضاع مستقره تماماً مؤكداً على متانة اقتصاد سوق الطيران في السعودية وتكيفه مع كافة الأوضاع المحتملة والمفاجئة. وفي تقرير للاتحاد الدولي للنقل الجوي "اياتا"، أشار إلى أن الارتفاع المتواصل في أسعار النفط يشكل تحدياً دائما لأرباح شركات الطيران. وإذا كانت هذه التحديات مصحوبة بالنمو القوي في الاقتصادات والتجارة العالمية عموماً، فسيكون بمقدور شركات الطيران أن تحظى بفرصة السيطرة على الأسعار وتعويض ارتفاع تكاليف الوقود. لكن إذا كان ارتفاع أسعار الطاقة يؤدي إلى كبح النمو الاقتصادي العالمي، فسيكون هناك خطر الهبوط القوي لهذه التوقعات.