انتقدت ابتسام المقرن كتاب "أيام مع جهيمان" الصادر أخيراً عن الشبكة العربية للأبحاث والنشر، وحظي بإقبال كبير من القراء، ووصفته بأنه "أشبه بالمذكرات الشخصية، ولم يقدم للقارئ الذي يريد معرفة مرحلة مهمة". وقالت المقرن الباحثة في جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن : ما كتب، كأنه اعتراف وتكفير لذنب الانضمام لجماعة يُنظر إليها طوال تلك السنوات بنظرة ملؤها الشك والريبة، فأهداف الجماعة وخططهم قد لا تكون واضحة، وهذه هي الإشكالية الكبرى، وقلة هم من يملكون المعلومات الكافية عنها. وبينت المقرن أن الكتاب محاولة لرصد وتوثيق حادثة تاريخية مرت على ذاكرة السعوديين وغيرهم كحادثة هزت المجتمع السعودي والإسلامي بشكل عام قبل أكثر من 30 سنة. وشددت المقرن على أن المؤلف ناصر الحزيمي وضع عنواناً فرعياً "كنت مع الجماعة السلفية" استخدمه كطُعم ليشعر القارئ بأنه سيقترب أخيراً من حقيقة "جهيمان" وجماعته، ومطالبه، فاسم "جهيمان" وحده، لن يجلب معه سوى الغموض، ولن ينير تلك المناطق المظلمة في الأذهان عن تلك الشخصية البدوية التي اقتحمت التاريخ عنوة بحادثة الحرم عام 1400، التي تسكن ذاكرة المسلمين كافة. وركزت المقرن على أن الكتاب أشبه بتوثيق لبعض الأسماء والشخصيات المهمة في تلك الفترة التي امتد أثرها سنوات طويلة، فرصد مواقفها تجاه تلك الحركات منذ البداية، والحديث عن تجربة الشريط الإسلامي، والكتاب الممنوع، والرسائل التي تُطبع وتُوزع كمنشورات سرية، يحاول أفراد الجماعة من خلالها إيضاح الحق "كما يزعمون" للناس بغية اجتذابهم ربما لتنظيمهم. وقالت المقرن إن" الحزيمي" حاول في كتابه أن يتحدث من الداخل، عن مرحلة تاريخية مهمة في تاريخ المملكة، قسمت التاريخ إلى ما قبل حادثة الحرم، وما بعدها، ولكن السؤال الذي لم يجب علية المؤلف هل كان من منظمي الحركة أم أنه كان من أتباعها، وكاد أن يكون مقرباً، ولم يتم له ذلك؟ وتابعت المقرن (على الرغم من سلاسة الأسلوب ونقله للأحداث من واقع تجربة شخصية، وهذا مما يحسب للكاتب، حيث تحدث عن الجماعات الإسلامية وانضمامه لها بعد انحسار المد القومي والقوى التقدمية "اليسار"، وكيف نشأت ومتى نشأت، وكذلك موقف الدولة من تلك الحركات ونشاطها. والتفريق بين جماعات الإخوان المسلمين "القطبيون والبناويون" وجماعة التبليغ، وحزب التحرير الإسلامي، فما الجديد الذي جاء به كتاب "أيام مع جهيمان" عن هذه الحركة ومطالبها..؟ هذه أسئلة لا يجيب عنها الكتاب). الكتاب يحمل ثمانية عناوين رئيسة، وأربعة ملاحق ومقدمة للدكتور عبدالعزيز الخضر، الذي صدر له العام الماضي كتاب يرصد تحولات المملكة العربية السعودية في ثلث قرن، والذي أصدر "المملكة العربية السعودية سيرة دولة ومجتمع"، وجاءت الملاحق الأربعة، لتوضيح وتفصيل بعض الأمور، حيث كان الملحق الأول عبارة عن بحث قدمه الكاتب بعنوان: "الأمة الحالمة: دور الحلم في تكريس الخطاب الإسلامي السلفي"، أوضح من خلاله دور الحلم في صناعة الحدث، مستشهداً بحادثة الحرم، والملحق الثاني عرض فيه خطبة الحرم التي ألقيت أثناء حادثة الحرم، وتعليقات جهيمان عليها، أما الملحقان الأخيران فكانا عبارة عن لقاءات مع "الحزيمي".