سيكون مستقبل صناعة البتروكيماويات في المملكة معتمداً بشكل كبير على قدرة المنتجين في السعودية في التحول إلى تصنيع المواد الكيماوية المتخصصة عوضاً عن المواد البتروكيماوية الأساسية مثل البولي الإيثلين والبولي بروبيلين، وبدت هذه الرغبة واضحة في التوجهات التي أعلنت عنها الشركات المنتجة خلال المنتدى السعودي الأول للصناعات التحويلية والمعرض المصاحب له الذي تقيمه الهيئة الملكية للجبيل وينبع والذي انطلق أمس برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وافتتحه نيابة عنه الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان آل سعود رئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع. وأعلنت شركات مثل الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) وأرامكو السعودية وشركة التصنيع الوطنية (تصنيع) عن أهمية التحول إلى إنتاج المواد الكيماوية المتخصصة والتي تعتمد بصورة أكبر على التقنية وعلى المزيد من الأيدي العاملة بعكس إنتاج المواد البتروكيماوية التي لا تحتاج إلى أيد عاملة كثيرة ولا إلى تقنية متقدمة. وقال الرئيس التنفيذي لسابك المهندس محمد الماضي أمس إن شركته سوف تطلق شركة قابضة جديدة تقوم بالاستثمار في المشاريع الكيماوية الجديدة التي تريد الشركة الدخول فيها سواء من خلال الاستثمار المباشر أو عقد شراكات. وإضافة إلى هذا ستقوم سابك بضخ المزيد من المواد الكيماوية المتخصصة خلال الأشهر القليلة المقبلة بحسب ما أوضح الماضي. وكانت الشركة قد تمكنت من تصدير أول شحنة من الاسيتون إلى الخارج الشهر الماضي من خلال شركتها الفرعية "كيان" لتبدأ سابك بذلك مرحلة جديدة من تصدير الكيماويات. وتسعى شركتا سابك وأرامكو السعودية إلى تطوير مراكز بحثية وصناعات صغيرة ومتوسطة في مجال الكيماويات المتخصصة والتي تدخل في تصنيع العديد من المواد المعقدة التي تباع بعائد أعلى من المواد البتروكيماوية الأساسية. وستكون هذه المراكز داخل التجمعات الصناعية التي سيتم إطلاقها في كل من الجبيل ورابغ حيث المصافي المتطورة الجديدة لشركة أرامكو. وأوضح رئيس البرنامج الوطني لتطوير التجمعات الصناعية، عزام شلبي أن هذه التجمعات ستلعب دوراً مهماً في تطوير الصناعات الكيماوية خاصة وأن الشركات المنتجة في المملكة ستضيف أكثر من 30 نوعاً جديداً من المواد الكيماوية للسوق السعودية خلال السنتين إلى الثلاث المقبلة. من جانبه تحدث الأمير سعود بن عبدالله في كلمته الافتتاحية للمنتدى عن متانة الاقتصاد السعودي وقال سموه على الرغم الهزات الاقتصادية التي اجتاحت الاقتصاد العالمي إلا أننا نلحظ أن اقتصادنا يتمتع برسوخ ومتانة بحمد الله ، واستشهد سموه على ذلك بما تشهده مدينتا الجبيل وينبع الصناعيتان من تدفق استثماري وفير حيث بلغ إجمالي الاستثمارات التي تم الترخيص لها خلال العام 2010 في المدينتين 146 مليار ريال، فيما تجاوز حجم الاستثمارات القائمة فعلياً في المدينتين حتى نهاية العام ذاته 676 مليار ريال، وستولد تلك المشاريع العملاقة العديد من الفرص في قطاع الصناعات التحويلية، مما ينتج عنه تعظيم الفائدة من القيم المضافة. من ناحيته أوضح محافظ الهيئة العامة للاستثمار عمرو الدباغ أن مدينتي الجبيل وينبع الصناعيتين تمكنتا من استقطاب نصف الاستثمارات الصناعية التي دخلت المملكة حتى يومنا هذا والتي بلغت نحو 214 مليار ريال. وذكر رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل، في كلمته خلال المنتدى أن المدينة لديها العديد من الشراكات البحثية مع شركة سابك وستساهم هذه الشراكات في تطوير القاعدة الصناعية من خلال إضافة تقنيات ومواد جديدة إلى القطاع.