أعلن الروائي الحائز على جائزة البوكر عبده خال مقاطعته لمعرض الرياض الدولي للكتاب، مرجعاً ذلك إلى أن إدارة المعرض تمارس سياسة المنع والحجب للكتاب ودور النشر، بعدما مُنعت "دار الجمل" التي صدرت عنها روايته "ترمي بشرر" - حسب قوله-. وشدد خال على أن وزارة الثقافة والإعلام "تركت الحبل على الغارب" - على حد وصفه- لمن يريد من المحتسبين أن يتدخل في الحجر على المثقفين داخل المعرض، وأن ذلك يدل على أن ما يحدث بمعرض الكتاب لا يليق بالثقافة والمثقفين بالسعودية. من جانبه، قال المفكر إبراهيم البليهي: إن زمن الإرهاب الفكري والرقيب انتهى وجوده مع ثورة الإعلام الجديد، وليس هناك أية فائدة من وسائل المنع وترهيب الناس، وما حصل بمعرض الرياض الدولي للكتاب أول من أمس يبين لنا أننا نسير نحو الانغلاق وليس الانفتاح. وأبدى البليهي تذمره من عدم وجود كتابه "حصون التخلف" الذي صدر عن "دار الجمل" اللبنانية التي مُنعت هذا العام، ويتناول الكتاب موانع النهوض: "لماذا لم ننهض نحن العرب"، وهي الإشكالية التي دائما ما يثيرها وينطلق منها البليهي عبر تحليل عميق لتاريخ الحضارات، ومقارنات عدة يستحضرها ليدعم حججه ويقيم البرهان على صحة ما يقول، فلم يجد سبيلاً إلاّ المنهج الحواري، فبرأيه، هو الأنجع والأوسع، فالكتب والحوارات لا يستغني كلاهما عن الآخر، ويعيب على الثقافات التقليدية "العربية" انغلاقها على ذاتها وقمعها لأية فكرة طارئة، فالتجربة أثبتت سواء في الغرب أو الشرق أن دخول حضارة العصر لا يمكن تحقيقه إلا بجهود فكرية عاصفة ومجلجلة تتوجه إلى كل الأمة، وليس فقط لفئة من الدارسين، وأن تستخدم كل وسائل التواصل في التعليم والإعلام والمنابر وغيرها من وسائل الإثارة والحفز والتأثير كتوجه عام مثير وموقظ وحافز يستهدف خلق وعي جديد بكل ما تعنيه الجدة من معنى وفاعلية، ويضم هذا الكتاب مجموعة مهمة من الحوارات التي أجريت مع البليهي جاءت تحت عنوان "مكاشفات البليهي"، وتتكون من خمسة أجزاء، إضافة إلى حوارات أخرى أجريت معه في عدة صحف مثل الحياة والرياض والقبس الكويتية، والراية القطرية، وكذلك حوارات منتدى دار الندوة المفتوح، ولقاء منتدى الشبكة الليبرالية على الإنترنت، ويركز الباحث فيه على الفكر النقدي الذي يجب أن تأخذ به جميع المجتمعات، فهو العامل الوحيد الذي يحررها ويحرك العقول وينير البصائر، ويعري الأوهام، ويكشف الجهالات، ويولد الأفكار وينوع البدائل ويهيئ الحلول- حسب رأيه.