لم يعد المواطنون وحدهم الذين يتعقبون مواقع "ساهر"، فالأجهزة الأمنية ممثلة في دوريات الأمن تحاول جاهدة تحديد مواقع مركبات ساهر، بعدما أسندت إليها مهمة متابعة مركبات النظام لحمايتها من العبث أو الاعتداء على قائديها، وذلك إثر ما سجل مؤخرا من حوادث العبث بمركبات النظام في بعض المناطق. غيرأن الأجهزة الأمنية وخاصة "دوريات الأمن" وجدت نفسها أمام مهمة شاقة في سبيل تأمين مركبات النظام، فالأخيرة- ووفقا لمعلومات حصلت عليها "الوطن" من مصادر مطلعة- زودت دوريات الأمن بقائمة تتضمن مواقع آليات نظام ساهر خلال مباشرتها لمهامها الميدانية، إلا أن دوريات الأمن وجدت أن قائدي مركبات نظام ساهر غير ملتزمين بالمواقع المكلفين بها. وأوضح المتحدث الرسمي لإدارة مرور منطقة المدينةالمنورة المقدم عمر النزاوي في تصريح صحفي إلى "الوطن" أن آليات ساهر لا تباشر مهامها في مقر معين بصفة دائمة، وإنما تتنقل من موقع لآخر وفقا لما تقتضيه الحاجة، مضيفا أن مركبات النظام لو درجت على المرابطة في مقر معين بصفة دائمة، فإن هذا يعني أن قائد المركبة سيتجنب المرور من المواقع التي توجد بها مركبات النظام. وقلل المقدم النزاوي من نسبة حوادث العبث التي تتعرض لها مركبات النظام، مشيرا إلى أنها ضئيلة ومحدودة، وتعالج من قبل الجهات الأمنية ممثلة في شرطة المنطقة التي بدورها تتولى القبض على المعتدين وتتعامل معهم وفق الأنظمة والإجراءات. يذكر أن الأجهزة الأمنية في مختلف مناطق المملكة شرعت مؤخرا في تعقب مواقع نظام ساهر سعيا منها إلى تأمينها، خاصة بعدما تم تسجيل عدد من حوادث العبث التي تتعرض لها تلك المركبات أو الأجهزة الأرضية. وجرت مؤخرا إضافة بعض التجهيزات الأمنية لمركبات ساهر لضمان سلامة المشغلين بالبرنامج والمحافظة على أجهزة الرصد، وذلك من خلال تركيب أربع كاميرات فيديو بنظام الصوت والصورة للمراقبة من الجهات الأربع داخل المركبات المستخدمة، حيث بإمكانها التقاط صور حية لأي شخص أو مركبة تقترب منها. ويمكن الاحتفاظ بالتسجيل لمدة تزيد عن ستة أشهر كتوثيق أمني، إضافة إلى تسجيل كامل للمحادثات ونظام صوتي يرسل رسائل تحذيرية لمن يحاول الاقتراب أو الاعتداء على هذه المركبات.