ازدادت عزلة الزعيم الليبي معمر القذافي بعد أن بات يواجه معارضة مسيطرة في الشرق وضغوطا دولية تحضه على وقف حمام الدم. وفي اليوم العاشر من الانتفاضة ضد نظام القذافي التي أدت إلى مقتل المئات بدت شوارع العاصمة طرابلس شبه مقفرة أمس بعد ليلة تخللها إطلاق رصاص كثيف لا سيما في الضاحية الشرقية. وفي غضون ذلك تنوي المعارضة الليبية الزحف نحو طرابلس للإطاحة بالنظام، بعد أن سيطر "الثوار" على شرق ليبيا بكامله من الحدود المصرية إلى بلدة اجدابيا غربا. وفي حين ما زال الرصاص يسمع ليلا في غرب البلاد بما فيها العاصمة طرابلس، تنعم مدينة البيضاء الساحلية شرق بنغازي بالهدوء. وتقوم المدينة التي تحمل جدرانها آثار الرصاص الذي يدل على عنف المعارك بين المعارضين و"مرتزقة" القذافي، بتضميد جراحها لكنها تفكر بطرابلس في الوقت نفسه. ويهتف حشد من المحتجين في قاعة اجتماع ترحيبا بنحو عشرة ضباط برتبة لواء وعقيد رفضوا إطلاق النار على الحشود وانشقوا عن الجيش. وقال رجل "إننا ننوي الزحف على طرابلس، إن هدفنا هو طرابلس إذا لم تتمكن من تحرير نفسها بنفسها". وأضاف أحد المحتجين في البيضاء "لم يعد في وسعنا التراجع وحتى لو سقطنا جميعا فلن يضطر أبناؤنا للعيش معه"، في إشارة إلى القذافي. وأعلن اللواء صالح مثاك قائد الشرطة القضائية "إنني قدمت استقالتي وأتيت إلى البيضاء للتضامن مع شعبي، سأكون في الصفوف الأمامية من أجل التصدي لأي هجوم قد يأتي من الخارج". وأضاف أن أنصار القذافي "يقولون إنني خائن، لا، لدي مبادئ". وأوضح اللواء عبد العزيز البوستا "أمرونا بمهاجمة الشعب فرفضت، لا يمكن استعمال السلاح ضد شبابنا". وأكد خالد عبد العزيز الرقيب في الشرطة "أنهم لم يقوموا بأي شيء في الشرق، كل ما ترونه يعود إلى ما أنجزه الملك" إدريس الذي أطاح به القذافي سنة 1969. وتابع "التحقنا جميعا بصفوف الثورة عندما رأينا المرتزقة يطلقون النار على شبابنا، كانت اللحظة حاسمة وكان انتهاكا لميثاق الشرف". إلى ذلك ذكرت جماعات معارضة في ليبيا أن ضباطاً من كتيبة خميس نجل القذافي قتلوا 135 جندياً رفضوا إطلاق النار على المتظاهرين. وتحدثت أنباء عن تمركز حديث لدبابات يعتقد أنها تابعة لكتيبة خميس نجل القذافي بين طرابلس وتاجوراء، التي تقع شرق طرابلس لمنع وصول مدد المحتجين. وأكد آكلي شكا رئيس جمعية تيفنا للطوارق في بريطانيا أن كتائب خميس وسيف الإسلام قامت بإعدام أكثر من 50 جندياً خلال الساعات الأخيرة في الجبل الغربي بعد رفضهم إطلاق النار على المتظاهرين. واتهم القذافي تنظيم القاعدة بالوقوف وراء الاحتجاجات وأعمال العنف في ليبيا. وقال في تصريحات عبر الهاتف للتلفزيون الليبي أمس "أدعو الليبيين بالنزول إلى الشوارع لاعتقال عملاء القاعدة الذين يخربون ويدمرون المدن الليبية". وأضاف أنه ليس مسؤولا عما يجري من تخريب وتدمير، مشيرا إلى أنه لا يملك سلطة فعلية وإنما سلطة أدبية. وفي سياق متصل أعلن وزير العدل الليبي المستقيل مصطفى عبد الجليل أن الزعيم الليبي سينتحر "مثل هتلر"، معطيا في الوقت نفسه تفاصيل حول وجود مرتزقة أفارقة في ليبيا. وقال عبد الجليل في مقابلة مع صحيفة اكسبرسن السويدية "إن أيام القذافي معدودة. سيفعل مثل هتلر وسينتحر". وأكد أنه يملك الدليل على إعطاء القذافي الأمر بتنفيذ عملية لوكربي. وأضاف " لم يحن بعد وقت الكشف عن كل شيء، لكنه قريب".