اتخذت الحكومة العراقية جملة خطوات قبل ساعات من موعد تنظيم تظاهرة عرفت بيوم الغضب العراقي اليوم لمحتجين على سوء الأداء الحكومي وعدم إجراء إصلاحات سياسية واقتصادية، ومنها فرض إجراءات أمنية مشددة في الأماكن العامة في العاصمة، ولاسيما في ساحة التحرير في الباب الشرقي ومنع الفضائيات من استخدام أجهزة البث المباشر في تغطية التظاهرات. وفي مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء نوري المالكي، أعلن الرئيس العراقي جلال الطالباني أمس تأكيد القادة السياسيين على ضرورة حفظ الأمن والاستقرار في البلاد، مشيراً إلى تخويل رئيس الوزراء إلقاء بيان يدعو فيه إلى التهدئة واحترام القانون والنظام، فيما حذر الأخير من المندسين في التظاهرات لتحقيق مآرب سياسية. وأضاف المالكي أن "التظاهر حق مكفول دستورياً ومسموح ومجاز للمواطنين، ومن مسؤولية الحكومة توفير الخدمات والأمن والاستقرار"، محذراً في الوقت نفسه من "تسلل بعض القوى التي تريد أن تركب موجة مطالب الناس لتحقيق مآرب سياسية". ودعا المالكي المواطنين إلى "التعبير عن إرادتهم في غير هذا الوقت، كي لا يطمع الذي يطمح بالقفز على العملية السياسية"، متهماً حزب البعث الصدامي ب"الوقوف خلف هذه العملية التعبوية من أجل تحقيق أهداف سياسية". وتشهد البلاد منذ نحو ثلاثة أسابيع تظاهرات شعبية تطالب بتوفير الخدمات وفرص العمل وصون الحريات وضمان حرية التعبير إضافة إلى معاقبة المفسدين في الدولة، وامتدت التظاهرات لتشمل إقليم كردستان. ومن المتوقع أن تشهد البلاد اليوم تظاهرة يقول القائمون عليها إنها مليونية وتهدف إلى الإصلاح والتغيير، وخصصت الحكومة التلفزيون الرسمي لبث أنباء عاجلة، تؤكد تخلي رجال دين عن تأييد التظاهرات. على صعيد آخر، أعلن رئيس مجالس الصحوات في محافظة ديالى الشيخ خالد اللهيبي أمس، أن جميع عناصر الصحوات جاهزون لحماية المتظاهرين والممتلكات العامة اليوم بالتعاون والتنسيق مع القوات العراقية. أعلن التشكيل الرسمي للصحوات في أول سبتمبر 2008 وبدأت العمل أولا في المناطق الساخنة من خلال مشاركة القوات العراقية في الحرب ضد تنظيم القاعدة حيث تمكنت من تطهير 25 قرية داخل جنوب بهرز و15 أخرى داخل ناحية كنعان (18 كم شرقي بعقوبة) مع اعتقال أغلب عناصر وقيادات القاعدة وتسليمهم للأجهزة الأمنية.