ارتفع عدد قتلى الاحتجاجات التي شهدتها مدينتا البيضاء وبنغازي، ومدن أخرى شرق ليبيا إلى المئات حسب شهود عيان ومصادر طبية وصحفية،إلا أن منظمة هيومن رايتس واتش، قالت إن العدد 173 قتيلاً. ويصعب التأكد من صحة روايات الشهود من جهة مستقلة لأن السلطات الليبية لا تسمح بدخول الصحفيين الأجانب إلى البلاد منذ تفجر الاحتجاجات ضد القذافي، ومنع الصحفيون المحليون من السفر إلى بنغازي. وكثيرا ما تكون اتصالات الهاتف المحمول خارج الخدمة، فضلا عن قطع خدمة الإنترنت. و قال أحد سكان بنغازي إن تواجد قوات الأمن قاصر على مجمع يطلق منه القناصة النار على المحتجين. وأضاف أن التواجد العسكري الوحيد في بنغازي قاصر الآن على مجمع مركز القيادة في المدينة وأنه تم تحرير باقي المدينة. وقال إن آلاف الأشخاص تجمعوا أمام مقر محكمة بنغازي وإن كل اللجان الثورية ومكاتب الحكم المحلي ومراكز الشرطة في المدينة أحرقت. وأعلنت السلطات الليبية اعتقال "عشرات من عناصر شبكة أجنبية" من جنسيات عربية مختلفة مهمتهم "ضرب استقرار" البلاد. وأفادت وكالة الأنباء الليبية الرسمية نقلا عن "مصادر مؤكدة" أن "أجهزة الأمن تمكنت منذ الأربعاء الماضي من اعتقال العشرات من عناصر شبكة أجنبية تنتمي لجنسيات تونسية ومصرية وسودانية وتركية وفلسطينية وسورية، مكلفة بالتحريض على القيام بهذه الاعتداءات وفق برامج محددة". وأكدت أن "بعض المدن الليبية تتعرض منذ الثلاثاء الماضي لأعمال تخريب" شملت "نهب مصارف وإحراق وإتلاف ملفات قضايا جرائم جنائية منظورة أمام المحاكم تتعلق بالقائمين بهذه الاعتداءات أو أقاربهم". كما ألمحت الوكالة إلى احتمال ضلوع إسرائيل في هذه الأعمال. وفي السياق نفسه قال مصدر رسمي ليبي أمس إن مفاوضات جارية مع إسلاميين أصوليين أعدموا رجلي أمن ويهددون بقتل رجال أمن ومواطنين آخرين يحتجزونهم في البيضاء شرق طرابلس. وأضاف المصدر "هناك مفاوضات جرت بين وزير العدل المستشار مصطفى عبد الجليل ومجموعة من الأصوليين الإسلاميين يسمون أنفسهم إمارة برقة الإسلامية". وأوضح أن هذه الجماعة تطالب بفك الحصار الأمني الذي تقيمه حولها القوات المسلحة مقابل التوقف عن إعدام من لديهم، مشيرا إلى أن "المفاوضات ما زالت مستمرة"، دون أن يوضح عدد المحتجزين أو طبيعة هذه الجماعة التي يرد اسمها للمرة الأولى. كما أكد مصدر ليبي أنه تمت السيطرة فجر أمس على محاولة لتخريب وإشعال آبار في حقل سرير النفطي جنوبطرابلس واعتقال ستة ليبيين، في عملية أدت إلى إصابة رجلي أمن. إلى ذلك، دفع القمع الدامي للاحتجاجات نحو 50 من علماء المسلمين في ليبيا إلى إصدار نداء لقوات الأمن بوقف عمليات القتل كمسلمين. وقال النداء الذي حمل توقيع علماء الدين والمفكرين وزعماء العشائر من طرابلس وبني وليد والزنتان وجادو ومسلاتة ومصراته والزاوية وبلدات وقرى أخرى بالمنطقة الغربية،مناشدة جميع المسلمين سواء داخل النظام أو يقومون بمساعدته بأي شكل إدراك أن الله ورسوله يحرمان قتل النفس البريئة فلا تقتلوا إخوانكم وأخواتكم وأوقفوا هذه المذبحة الآن. ودان قمع المتظاهرين كل من وزير الخارجية البريطاني وليام هيج ووزير الخارجية الكندي لورانس كانون. وحثت الخارجية الأميركية المواطنين الأميركيين على تجنب التوجه إلى شرق ليبيا. وفي أنقرة، طالبت تركيا الحكومة الليبية بحماية أرواح وممتلكات مواطنيها فى ليبيا من الاعتداءات وأعمال السلب والنهب فى ظل موجة الاحتجاجات الحالية، فيما بدأت إجلاء رعاياها البالغ عددهم 24 ألف مواطن يعملون في 200 شركة تركية في ليبيا.