حمل اليوم العاشر من الاحتجاجات المتواصلة في اليمن والمطالبة بتغيير النظام تغيراً في طريقة تعامل السلطة مع المحتجين، حيث ترك آلاف الطلاب من جامعة صنعاء يتظاهرون دون تدخل أمني أو من قبل أنصار حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بعد تسعة أيام من الكر والفر مع أنصار الحزب ورجال الأمن بزي مدني. وكان الآلاف من طلاب جامعة صنعاء قد أحكموا قبضتهم أمس على الساحة المقابلة للجامعة، حيث احتشد نحو خمسة آلاف متظاهر في الساحة التي خلت من قوات الأمن وأنصار الحزب الحاكم خلافاً للأيام الماضية. وظل المحتجون يهتفون بشعارات تطالب بإسقاط النظام ورحيل الرئيس صالح عن الحكم الممتد لثلاثة وثلاثين عاماً، حيث لم تشهد التظاهرة اشتباكات بين الطرفين، ما دفع بالمحتجين إلى تعزيز تواجدهم بكثافة في ساحة الجامعة تمهيداً لتحويلها إلى ساحة جديدة من ساحات الحرية التي أطلقت تسميتها على عدد من الساحات في كل من عدن وتعز. وكانت تظاهرتان ليليتان انطلقتا أول من أمس من جامعة صنعاء وأخرى في شارع هايل شهدتا اشتباكات بين المتظاهرين وقوات الأمن أسفرت عن سقوط عدد من الجرحى. وفي عدن، جنوبي البلاد، عاشت المدينة ولليوم الثاني على التوالي شللاً شبه كامل بعد أيام من المواجهات أسفرت عن مقتل وجرح العديد من المحتجين. وذكرت مصادر محلية أن هناك غياباً كاملاً للشرطة في معظم مناطق المدينة، فيما تواصلت الاعتصامات والتجمعات للمحتجين في كل من كريتر، المنصورة والشيخ عثمان. وأكدت مصادر في عدن أن طفلاً سقط قتيلاً مساء أول من أمس، بعد أن فتحت قوات الأمن النار بشكل عشوائي على المواطنين الذين كانوا يشيعون قتلى المواجهات الماضية، فيما جرح سبعة مواطنين وستة من الجنود. واعتقلت قوات الأمن القيادي البارز في الحراك الجنوبي حسن باعوم من داخل مستشفى النقيب بالمنصورة ونقلته إلى مستشفى باصهيب، قبل أن تجدد خطفه من المستشفى إلى جهة مجهولة مع نجله فواز. وفي محافظة تعز استمر الآلاف في اعتصامهم لليوم العاشر على التوالي للمطالبة بإسقاط النظام، فيما نصب أنصار الحزب الحاكم عدداً من الخيام في فزره "ديلوكس" الواقعة وسط تعز القريب من شارع التحرير، والحال نفسه في إب (وسط )، فيما اعتصم عشرات الشباب أمام مبنى محافظة الحديدة (غرب) للمطالبة برحيل النظام. سياسياً، أكد الرئيس علي صالح استعداده للحوار مع الجميع للخروج من الأزمة التي يعاني منها اليمن. وقال في كلمة ألقاها أمس "لقد دعوناهم إلى الحوار والجلوس على طاولة المفاوضات، ونحن على استعداد لتلبية طلباتهم إذا كانت مشروعة، وعلينا أن نتحرك جميعاً بشجاعة ومسؤولية نحو طاولة الحوار لأنه أفضل وسيلة وليس التخريب أو قطع الطرق أو قتل النفس المحرمة أو العبث بالمال العام والحق الخاص". جاء ذلك على وقع انشقاقات في صفوف الحزب الحاكم بعدما قدم أمس النائب عن مدينة عدن عبدالباري دغيش استقالته من الحزب، لينضم إلى النائب من حجة عبدالكريم الأسلمي الذي قدم استقالته قبل أيام، فيما أعلن عشرة من نواب الحزب عزمهم تقديم استقالاتهم من الحزب لذات الغرض.