قد يكون وجوده مقبولا خارج النطاق العمراني, لكن أن يحتل مدخل حي سكني, ويصدر لسكانه التلوث والضجيج والزحام عندها يتصاعد الأمر، وما يلبث أن يستقر عند مستوى "المشكلة", هذا هو حال حي النابية التابع لمحافظة القطيف الذي يشكو قاطنوه من وجود مجمع صناعي يحتوي على سكراب ومعدات ثقيلة، وورش، ومصانع، ويقع في مدخل حيهم الذي يزدحم بشاحنات تقصد المجمع، إضافة إلى وجود مصنع لصهر الرصاص داخل المجمع دون مراعاة لما قد يسببه من مشاكل صحية. وعبّر عدد من سكان الحي ل"الوطن" أمس، عن استيائهم من وجود المجمع الصناعي على مدخل حيهم. وقال غانم الهاجري: إن حي النابية تحاصره كسارة خرسانة من جهة، ومن الجهة المقابلة يحاصره مجمع صناعي يقع فيه مصنع لصهر الرصاص. ويطالب محمد العبدالله الجهات المعنية بوقف نشاط المصنع حماية لهم من التلوث البيئي. مشيرا إلى أنه إذا استمر نشاط المصنع فسيتسبب في كارثة بيئية. ووصف محمد الهاجري موقع المجمع الصناعي بأنه غير مناسب، حيث يوجد عند مدخل الحي. مشيرا إلى أن تجمع الشاحنات وسيارات النقل التي تدخل وتخرج من المجمع يوميا يعيق الحركة، ويتسبب في عرقلة السير خاصة في غياب تام للمرور. وتساءل عبدالله العلي إلى متى سيظل حي النابية مهملا من قبل المسؤولين؟ وأضاف أن الحي رغم موقعه الهام على طريق الدمامالجبيل، إلا أنه يفتقر للكثير من الخدمات. مطالبا المسؤولين بحماية السكان من التلوث البيئي الذي يحاصرهم من كل الجهات. من جهته، أوضح استشاري أورام الدم بمستشفى الملك فهد التخصصي بالدمام الدكتور سعد الدعامة، أن مصانع صهر الرصاص من المنشآت الخطيرة جدا التي يجب أن تكون بعيدة جدا عن الأحياء السكنية. مشيرا إلى أن الرصاص يتسبب في العديد من الأمراض، مثل أمراض بالدماغ، وفقدان التركيز، إضافة إلى أنه يؤثر على الدم، ويسبب مرض اسمه "أنيميا الرصاص". وبين الدعامة أن قرب مصانع الرصاص من الأحياء السكنية يسهل من عملية التلوث البيئي، والإصابة بالأمراض. إلى ذلك، أكد مدير العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقية محمد الصفيان أمس، أن المجمع الصناعي الذي يشكو منه أهالي حي النابية هو مخطط صناعي معتمد برقم 5/120. موضحا أنه لا يوجد ترخيص لمصنع لصهر الرصاص في ذلك المجمع الصناعي.