لقد كانت إذاعاتنا قبل عدة عقود تضع نصب أعينها عند إعداد موادها الإذاعية إثراء ثقافة المجتمع بكافة طبقاته واختلاف أذواقه, شرقا وغربا شمالا وجنوبا تخاطب عقول الشباب, تداعب ميول الأطفال, تطور مهارات نسائنا المنزلية والاجتماعية حتى أضحت هذه الإذاعة كالمعلم، والسراج المنير لكافة المجتمعات؛ حرصا منها على نهوض هذا المجتمع ليصبح مجتمعا متطورا ومثقفا فالمجتمع لن يقوم ولن يتطور إن لم يجد عدة قنوات مساندة لمصادر تعلمنا التقليدية, والإذاعة إحداها، والذي أثار انتباهي وجعلني أصب جل غضبي على واقع بعض إذاعاتنا التجارية اليوم, فبعض إذاعتنا التجارية والتي تبث عبر الأثير تختلف توجهاتها وهمها عما ذكرته آنفا ؛ فهمها الأول والأخير الكسب المادي وهذا مطلب أساسي لها وحُق لها ذلك بسبب ما تلمسه من تجاوب الجمهور المنجرف لمثل تلك القنوات الإذاعية وذلك بسبب ما تطرحه من برامج ، ومواضيع غير هادفة، وأساليب وطرق لجذبهم إما عن طريق الاتصال أو الرسائل وتكون عادة هذه الرسائل والمكالمات ذات أسعار باهظة الثمن, وهذا ليس ما يهمنا أو يضايقنا كمتابعين لتلك القنوات فما دام الجمهور راضيا بذلك الاستغلال، ولديه القدرة لشحن أرصدتهم كي تذهب بكل سهولة لتلك الإذاعات فلهم ما يريدون، أما أن تكون هذه الإذاعات معول هدم لثقافة شبابنا وفتياتنا فهذا ما لا نقبله ولا يقبله أي عقل واع، فيجب أن يحترموا عقولنا وتطلعاتنا وأن تكون هذه البرامج التي تبث إثرائية لثقافتنا.