تعرضت صناعة النشر في مصر إلى انتكاسة سوف تعاني منها طويلا بسبب إلغاء معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقال عدد من الناشرين ل"الوطن": إن كثيرا من الناشرين يمثل المعرض بالنسبة لهم أكثر من 7% من مبيعاتهم على مدار العام، ويعتمدون على حصيلة مبيعاتهم في المعرض لدفع مستحقات المطابع التي طبعت لهم إصداراتهم الجديدة، ودفع إيجارات مقراتهم في المعرض. وتفاقمت أزمة الدورة الثالثة والأربعين لمعرض القاهرة الدولي للكتاب مع فراغ وزارة الثقافة من وزير على رأسها بعد استقالة الدكتور جابر عصفور، واستمرار الوقفات الاحتجاجية داخل الهيئة المصرية العامة للكتاب، على الرغم من استمرار تحفظ الهيئة على كتب الناشرين المحليين والدوليين داخل الأجنحة بمركز القاهرة للمؤتمرات. واستبعد مصدر داخل الهيئة المصرية للكتاب اتخاذ أي قرار بشأن مصير المعرض حتى إن فكرة إقامته بالناشرين المحليين قد تلاشت مع الموقف المأزوم داخل الهيئة وفي وزارة الثقافة، وقال المصدر: من سيقرر ماذا في أي شيء؟ مشيرا إلى أن الهيئة في ورطة لأنها عاجزة عن تحديد مصير المعرض بفتحه أو إلغائه، أو تعويض الناشرين. وكان من المقرر أن يتم افتتاح دورة المعرض هذا العام صباح السبت 29 يناير الماضي ليستمر حتى الثامن فبراير الجاري بمشاركة 29 دولة منها 17 دولة عربية و12 دولة أجنبية، و632 ناشرا للكتاب. على صعيد آخر أطلقت مكتبة الإسكندرية أمس مشروعا لتوثيق ثورة الخامس والعشرين من يناير ضمن مشروع ذاكرة مصر المعاصرة. وأعلن مدير إدارة الإعلام بمكتبة الإسكندرية، المشرف على مشروع ذاكرة مصر المعاصرة الدكتور خالد عزب، أن فريق عمل المشروع بدأ بتوثيق ثورة 25 يناير 2011، وذلك في إطار دور مكتبة الإسكندرية في الحفاظ على التراث المصري والنمو بالفكر التوثيقي في كافة المجالات. وقال عزب: إن المشروع التوثيقي الكبير سيتيح للمصريين وغيرهم الاطلاع على كافة المواد المتعلقة بالثورة؛ مثل: الصور، والوثائق الرسمية كالقرارات، وغير الرسمية مثل المنشورات، إضافة إلى الأرشيف الصحفي، والصوتيات كالأغاني، ومقاطع الفيديو وغيرها من المواد، من خلال الموقع الإلكتروني للذاكرة. يذكر أن ذاكرة مصر المعاصرة تعد أكبر بوابة إلكترونية تضم بين صفحاتها تاريخ مصر في قرنين من الزمان؛ بدءا من عهد والي مصر محمد علي باشا عام 1805 وحتى نهاية عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات في 6 أكتوبر 1981.