دمعت عينا سارة ذات التسع سنوات حينما حدثتها "الوطن" عن سبب تطوعها في حملة "طوق" التي تسعى لمساعدة أهل جدة، فخرجت منها كلماتها حزينة باكية إذ قالت " إن لجدة الكثير من القصص، والكثير من المآسي، وهناك فتيات أصغر مني توفين في السيول ". وأضافت: ما رأيته على التلفزيون والإنترنت علق في ذاكرتي ولا أستطيع محوه فهناك من جرفتهم السيول لتفرقهم عن أهلهم وتبعدهم عن منازلهم، مشيرة إلى أنه ليس باستطاعتها الذهاب، لكن لديها الوقت الذي صادف إجازة منتصف العام ليخدمها في التطوع في حملة طوق عن طريق استقبال التبرعات العينية وتعبئتها لتنقل إلى جدة. استقبال التبرعات حال سارة لا يختلف كثيرا عن حال الكثيرين من شباب المنطقة الشرقية الذين بدؤوا باستقبال ما يتبرع به أفراد المجتمع من ملابس وأغذية لمساعدة متضرري سيول جدة. وكانت جمعية العمل التطوعي قد دشنت حملة " طوق"بداية الأسبوع الجاري، التي انضمت لها عدة جمعيات كجود وود و العطاء النسائية الخيرية، و فتاة الخليج، وسيهات وجمعيات دارين، أم الساهك، والتي افتتحت أبوابها كمقار تجمع فيها المساعدات بمساعدة أكثر من ألفي متطوع من مختلف مناطق المملكة، إذ انضمت للحملة مدن الرياض، حائل، الأحساء، الخرج، جازان وتبوك . وأكد المشرف على الحملة فهد الموسى، أن توقف المساعدات وجمعها يتوقف على حالة الطقس والوضع العام في جدة نفسها، لذلك لا وقت محدد لنهاية الحملة. وفي سياق آخر ينوه الموسى أنه لم يكون يتوقع القوة التي بدأت بها الحملة، لكن اتضح أن لشباب المملكة قوة لا يستهان بها ظهرت في أول فرصة، ولا يزال المجال مفتوحا لمن أراد العمل مع المتطوعين. تكاتف أما غدير بابيضان، مشرفة اللجان النسائية في الشرقية، وهي من أهالي جدة، فتذكر أنها شهدت السيل لسنتين متتاليتين وتحمل في ذاكرتها كما أهل جدة الكثير من الصور والمشاهد المروعة التي أصابت الناس هناك، وأطلقتها على الإنترنت لتشارك الجميع في معرفة ما حدث في جدة، وبسببها بدأت حملة طوق للظهور. وقالت إن التواصل يتم مباشرة مع الجمعيات الخيرية في مختلف أحياء جدة من أجل التنسيق لما تحتاجه العائلات هناك، مشيرة إلى أنها رأت من شباب المنطقة الشرقية تكاتفا أثلج صدرها وأشعرها بالمواساة. وبينت أنه وفي خلال يومين من بداية الحملة جمعت 159 كرتونا، وكانت نتيجة أول دفعة تبرعات وصلت إلى جدة قرابة 200 كرتون، ووصل وزنها إلى طن واحد، كما تبرع طيران ناس بشحنها وكل الدفعات إلى جدة. إلى ذلك، تشارك جمعية العطاء النسائية الخيرية بحملتها مساء الأربعاء في أكثر من موقع بمحافظة القطيف وتتضمن مجمعات المحافظة، ومقرها في مجلس أم سمير، وهي المرة الثانية التي تشارك فيها بعد مشاركتها العام الماضي في حملة الجسد الواحد.