"الذين يتجمدون في أماكنهم يموتون" .. هذه إحدى العبارات المفضلة لمانويل دي أوليفيريا. وهو مخرج برتغالي قال ذلك من خلال خبرته، حيث بلغ من العمر 102 عام ولا يزال نشيطا في مهنته، ويقوم دي أوليفيريا سنويا بإخراج فيلم، ويعمل حاليا على مشروعه المقبل، ويقول: "أعمل بروح الشباب، عليك بالعمل لتنسى أن الموت لم يعد بعيدا". وإلى جانب كل من المهندس المعماري أوسكار نيميير (103 أعوام) أو ريتا ليفي مونتالتشيني (101 عام) الحاصلة على جائزة نوبل، أو المخرج كورت مايتزينج (100 عام)، فإن دي أوليفيريا واحد من أولئك الذين سيكون من الخطأ للغاية الاعتقاد بأنهم جيل فاتر الهمة من المسنين. إن احتفاظ الشخص بلياقته عقليا وبدنيا في سن متقدمة هو جزئيا مسألة حظ، لكنه يتعلق أيضا بالشخصية. فليس كل شخص أبيض الشعر حكيما وليست المهارات الاجتماعية والانفتاح والقدرة على تدريب العقل ضرورة لكبار المواطنين، طبقا للبروفيسور بول بالتيز، عالم النفس الذي درس سلوكيات كبار السن، وتوفي عام 2006 عن عمر ناهز 67 عاما. وإذا سئل دي أوليفيريا عن عمره يقول بشيء من التواضع "هذا يرجع إلى الطبيعة الأم. إنها أعطتني ما سلبته من الآخرين". وهناك العديد من الأمثلة الأخرى لكبار السن الذين ظلوا مفعمين بالنشاط رغم تقدمهم في السن، ومن الرواد أيضا في مهنتهم المهندس المعماري أوسكار نيميير. ويشتهر بتصميماته لمبان ذات إطلالة مستقبلية في برازيليا، ولكنه يتحدث كذلك بالنيابة عن الفقراء. وقال نيميير "دور المهندس المعماري هو الكفاح من أجل عالم أفضل، حيث بإمكاننا تطوير شكل للعمارة الهندسية يخدم الجميع، وليس فقط القلة المحظوظة". ويقضي نيميير كل يومه تقريبا في العمل بمكتبه في كوباكابانا، وحتى عندما يمرض فإنه يعمل في أفكار أخرى، فعندما خضع لعملية جراحية في المرارة قام بتأليف لحن من موسيقى السامبا في العيادة. ووصفت العالمة الإيطالية، ريتا ليفي مونتالتشيني القوة التي تجعلها تواصل نشاطها كالتالي "التقدم يأتي من خلال عدم الكمال". وتبلغ مونتالتشيني من العمر 101 عام، ولا تزال نشيطة في مجالها علم الأعصاب، وحازت هي وزملاء لها على جائزة نوبل في الطب لعملها على عامل النمو العصبي. وتقتنع مونتالتشيني بأن "تاريخ الإنسانية والعلم يعلماننا أن الإنسان ينمو على التحديات"، وهي تقول ذلك بناء على خبرتها. فقد تحاول المساهمة في فهم مرض تصلب الأنسجة المتعدد.