سعيا لاحتواء الضغوطات الداخلية والخارجية، التي تطالب برحيل النظام، تسابق أجهزة الدولة في مصرالزمن لاستعادة السيطرة على الأمور، من خلال تسيير حركة المواطنين في دواوين الحكومة، وبذل المزيد من محاولة بث الطمأنينة، بتقليص عدد ساعات الحظر، وبدء التحقيق الفوري مع وزراء وقيادات حزبية سابقين، فيما عقد الرئيس حسنى مبارك اجتماعا هو الثاني، بعد تشكيل الحكومة، بمقر رئاسة الجمهورية، حضره نائب الرئيس عمر سليمان، ورئيس مجلس الشعب الدكتور فتحى سرور، ورئيس محكمة النقض المستشار سري صيام، ولم تكشف الحكومة عن مضمونه، لكن مصادر أكدت ل"الوطن" أنه بحث معهم في الدعاوى القضائية المرفوعة أمام محكمة النقض، والتي يمكن أن تبطل نتائج انتخابات مجلس الشعب الماضية في 159 دائرة. يأتي ذلك فيما لا تزال جموع المتظاهرين يفترشون الأرض أمام جنازير الدبابات المتراصة على أطراف ميدان التحرير، مخافة أن تقتحم عليهم الميدان، أو أن تتراجع فتتركهم يواجهون مصيرا داميا ، على أيدي من يشار إليهم بأنهم "بلطجية مؤيدين للحزب الحاكم". وشكل المتظاهرون في الميدان حواجز أمنية بأجسادهم لمنع الموظفين من الوصول إلى مبني "مجمّع التحرير" المطل على الميدان، والذي يعد أكبر تجمع للوزارات والهئيات الحكومية في مصر، وباءت جهود ضباط الجيش في إدخال أي منهم إلى "المجمّع" بالفشل، بعد إصرار المعتصمين على عدم اختراق الميدان، خاصة أنهم لايريدون تشتيت جهودهم، استعدادا للمظاهرة "المليونية" الجديدة التي دعوا إليها اليوم. واستهل المعتصمون الذين تجمعوا بعشرات الآلاف بميدان التحرير يومهم الرابع عشر، بهتافات تطالب بسقوط النظام، مؤكدين على رفضهم المطلق للحوار الذي بدأه نائب رئيس الجمهورية عمر سليمان مع عدد من ممثلي جماعة الإخوان المسلمين، وبعض أحزاب المعارضة والشخصيات العامة، خاصة بعدما وصلتهم تطمينات من ممثلي الحركات الاحتجاجية الذين اجتمعوا أول من أمس مع سليمان،حيث قالت إسراء عبدالفتاح إحدى قيادات ميدان التحرير"هذا الحوار مضيعة للوقت،..هم يريدون بقاء الرئيس في السلطة إلى أطول وقت ممكن، وهذا لن يحدث أبدا،.. شرعية مبارك سقطت منذ 25 يناير". وتابعت "الرئيس مبارك مسؤول عن تردي الأوضاع في مصر، كما أنه مسؤول عن المجزرة التي وقعت في الميدان لنا". واكتفت جماعة الإخوان المسلمين بأولى جلسات الحوار مع السلطة، واعتبرت ما قدمته حتى الآن "غير كافٍ"، وقال المتحدث باسم الجماعة محمد مرسي "استمرارنا في الحوار مرتبط بتنفيذ ما تنادي به حركة 25 يناير، التي أعادت لمصر كرامتها، وأنهم لم يتراجعوا عن تنحي الرئيس مبارك". وأضاف عضو مكتب الإرشاد الدكتور عصام العريان "ذهبنا للحوار كي نستمع إلى السيد عمر سليمان، ونستكشف الوضع، وكيف يفكرون،..لكن مطالب الإخوان هي نفس مطالب الشعب،.. الإخوان رفضوا كل المحاولات لتلوين الثورة الشعبية أو توجيهها بعيدًا عن مطالب الشعب". وفي محاولات لاستعادة ثقة المصريين في الدولة، بدأت النيابة العامة أمس التحقيق مع وزير الإسكان المقال أحمد المغربى ، في البلاغ المقدم ضده من مصطفى بكري، عضو مجلس الشعب السابق، والذي يتهمه فيه بإهدار المال العام. وقالت مصادر قضائية "إن النيابة العامة ستحقق في بلاغات ضد وزير السياحة تتهمه بإصدار تراخيص شركات سياحة لبعض أعضاء مجلس الشعب". وشددت سلطات الأمن والجمارك بمطار القاهرة أمس فى إخضاع البريد الدبلوماسي الوارد والصادر لمختلف الدول العربية والأجنبية سواء القادم عن طريق الشحن بقرية البضائع أو بصحبة دبلوماسيين للتفتيش بواسطة جهاز الكشف بالأشعة، وذلك كإجراء احترازى لمنع دخول أي ممنوعات بهذه الشحنات والحقائب.،بعد أنباء عن إدخال مواد حربية في الحقائب الدبلوماسية.