أجرى الرئيس اليمني علي عبدالله صالح اتصالاً بالرئيس المصري حسني مبارك للمرة الثانية منذ اندلاع التظاهرات الأخيرة في مصر للاطلاع على تطورات الأوضاع فيها، وحثه على البحث عن حلول سلمية تعيد الهدوء والاستقرار لمصر. وباركت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المبادرة التي أعلنها صالح قبل يومين وأكد فيها أنه لن يترشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، وعدم سعيه لتوريث السلطة إلى نجله الأكبر أحمد، قائد الحرس الجمهوري، إضافة إلى استئناف الحوار مع المعارضة وتجميد التعديلات الدستورية التي سبق وأقرها البرلمان قبل أكثر من شهر. موقف كلينتون جاء في رسالة نقلها للرئيس صالح السفير الأميركي بصنعاء جيرالد فايرستاين، حيث وصفت كلينتون مبادرة صالح بأنها "خطوة مهمة سيكون لها أثرها العميق على مستقبل اليمن وشعبه". كما أكدت دعم الولاياتالمتحدة لدعوته للحوار وللخطوات الإصلاحية التي اتخذها. من جانب آخر رأس صالح اجتماعاً لمجلس الدفاع الوطني كرس لتقييم سير التظاهرات المؤيدة والمعارضة له، التي شهدتها صنعاء وعدد من المناطق اليمنية أول من أمس. ووجه في الاجتماع الشكر للشعب اليمني "على تحليه بالصبر رغم التعبئة الخاطئة التي حدثت خلال الأشهر الماضية وولدت احتقانا داخل الشارع". وأمل صالح أن تستجيب المعارضة للمبادرة التي أطلقها لإزالة الاحتقان في البلاد، وقال "أملي كبير أن تستجيب القوى السياسية لهذه المبادرة وأن تتعامل معها بشكل إيجابي، ونحن على استعداد للجلوس معاً على طاولة الحوار وأن يحرص الجميع على الابتعاد عن التوتر والانفعالات، فالحوار هو خير وسيلة". من جهة ثانية فرقت قوات الأمن العشرات من الشباب المعتصمين أمام بوابة جامعة صنعاء، والذين كانوا قد بدأوا بتنظيم الاعتصام منذ الانتهاء من التظاهرة التي أقامتها المعارضة، وأكدوا أنهم لن يفضوا اعتصامهم إلا مع رحيل الرئيس صالح. وفي عدن قطع العشرات من الشباب الغاضبين الطريق المؤدي إلى منطقة الساحل الذهبي بمنطقة الفتح بالتواهي، احتجاجاً على استمرار اعتقال العديد من أنصار المعارضة في تظاهرة أول من أمس. وفي مدينة المكلا بمحافظة حضرموت خرج العشرات من أنصار الحراك الجنوبي في مسيرة ليلية في إطار النشاط الذي يقيمه أنصار الحراك الجنوبي منذ أشهر للمطالبة بالانفصال عن دولة الشمال، وقد فرقت قوات الأمن المتظاهرين بالقوة واعتقلت ثلاثة منهم.