هدد ضباط ومنتسبو وزارة الداخلية العراقية بتنظيم تظاهرات وإضراب عن العمل قبل يوم من انعقاد القمة العربية في بغداد المقررة في 23 مارس المقبل للضغط على الحكومة لتشريع قانون التقاعد والخدمة. وفي أول رد فعل على دعوات الإضراب، وخشية انتقال أحداث مصر إلى الساحة العراقية، أعلن ائتلاف دولة القانون بزعامة رئيس الوزراء نوري المالكي سعيه لحث البرلمان على الإسراع بتشريع القانون المعطل منذ الدورة التشريعية السابقة. وأعلن النائب المقرب من المالكي حسن السنيد ل" الوطن" تفهمه لمطالب منتسبي وزارة الداخلية "وسنبادر لعرض مسودة القانون أمام البرلمان، مع حرصنا على انعقاد مؤتمر القمة العربية في بغداد"، معربا عن انزعاج الحكومة العراقية من توقيت الإضراب مع الأحداث التي تشهدها الساحة المصرية، وتزامنها مع بدء العد التنازلي لعقد مؤتمر القمة. وقال "المطالب مشروعة وسندعمها بكل قوة ولكن عن طريق تشريع القانون ونحرص على ضمان أجواء أمنية مستقرة خلال أيام انعقاد القمة". ويطالب ضباط ومنتسبو الداخلية بمنحهم الرواتب والمخصصات الممنوحة لأقرانهم في وزارة الدفاع. وفي أجواء الجمود التي رافقت تنفيذ وثيقة الاتفاق السياسي في إطار مبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني لتحقيق مبدأ الشراكة في إدارة البلاد، حذرت القائمة العراقية الأطراف المشاركة في الحكومة من محاولات عرقلة تنفيذ الوثيقة التي نصت على تشكيل المجلس الوطني للسياسات الاستراتيجية. وقالت الناطقة باسم القائمة ميسون الدملوجي" نشعر بأن هناك محاولات لتسويف الاتفاق وإبعاد تنفيذه قدر الإمكان ويجب التزام الموقعين على الاتفاقية المالكي وعلاوي والبارزاني بتنفيذ بنودها كافة". وأبدى التحالف الوطني الوطني الذي يقود الحكومة قلقه من احتمال منح رئيس المجلس الوطني صلاحيات بعملية تعدد السلطات واستحداث منصب رئاسي رابع. وبدورها بددت الدملوجي مخاوف التحالف الوطني، مؤكدة تمسك القائمة العراقية بما ورد بالدستور بخصوص صلاحيات رئيس الوزراء. وقالت "لا توجد صلاحيات لرئيس المجلس تتجاوز رئيس الوزراء ونحن ملتزمون بالدستور بخصوص ذلك". وكشفت مصادر في ائتلاف الكتل الكردستانية عن سعيها للتوسط بين علاوي و المالكي لحسم الخلاف حول مجلس السياسات الاستراتيجية. إلى ذلك أفادت مصادر مقربة من رئيس الجمهورية جلال الطالباني قيامه بزيارة إلى دمشق في أواخر الشهر الحالي على رأس وفد رفيع المستوى استجابة لدعوة الرئيس السوري بشار الأسد ولم تكشف المصادر عن موعد الزيارة بالتحديد. أمنيا، قتل مدنيان وأصيب ثلاثة أشخاص أحدهم ضابط بشرطة المرور حين انفجرت قنبلة مزروعة بالطريق في شرق بغداد. وفي سامراء قالت الشرطة إن انتحاريا فجر سترته الناسفة عندما استوقفه أفراد من الشرطة مما أسفر عن مقتله وإصابة ثلاثة مدنيين في منطقة الحويش قرب سامراء على بعد 100 كيلومتر شمال بغداد. على صعيد آخر، قالت صحيفة واشنطن بوست إن وزير الدفاع الأميركي السابق دونالد رامسفيلد دافع عن حرب العراق في كتاب جديد عن مذكراته قائلا إنها كانت تستحق الثمن الذي دفع فيها وظل غير نادم على طريقة إدارته للصراع. وقال رامسفيلد في مذكراته التي تقع في 800 صفحة وتطرح في الأسواق يوم الثلاثاء المقبل إنه لو ظل نظام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين في السلطة لكانت منطقة الشرق الأوسط "أكثر خطورة مما هي عليه الآن".