قتل 9 أشخاص بما في ذلك ثلاثة أطفال وامرأة و جرح 19 آخرين عندما انفجرت سيارة مفخخة في سوق مزدحم بمدينة بيشاور عاصمة إقليم (خيبر بختونخواه)، بالقرب من مركز للشرطة في منطقة ( بودابير)، فيما قال عسكريون باكستانيون وأفغان إن قوات من الجانبين تبادلت القصف المدفعي أمس على الحدود بين البلدين، مما أسفر على الأقل عن مقتل جندي باكستاني. وأدى الانفجار أيضا إلى تدمير 10 محلات وسيارتين. وهذا هو التفجير السادس الذي يحصل في مدينة بيشاور المجاورة لمنطقة القبائل ( فاتا) حيث تقوم وحدات من الجيش والأجهزة الأمنية بعمليات عسكرية لتطهير تلك المناطق من حركة طالبان باكستان والمنظمات المتشددة المتعاونة معها. وتفيد مصادر الشرطة أن مهاجما انتحاريا كان ينوي استهداف مركز للشرطة بالقرب من السوق ولكن القنبلة في سيارته انفجرت قبل أن يصل إلى المركز. وأضاف أن العديد من الجرحى في حالة خطيرة لذلك يمكن أن يرتفع عدد ضحايا الحادث فيما بعد. من جهة أخرى، لقي جندي أميركي مصرعه متأثراً بجروح أصيب بها في شرق أفغانستان على ما أعلن بيان أميركي في أفغانستان أمس، في الوقت الذي تكثف جهود المصالحة الوطنية. وبمصرع هذا الجندي بلغ عدد قتلى القوات الأجنبية في أفغانستان منذ مطلع العام الحالي 32 جندياً بينهم 23 أميركياً (جندي واحد كل يوم) في هذا البلد بحسب الأرقام الرسمية للقوات، وذلك بمقابل مقتل 711 جنديا خلال مواجهات العام الماضي الذي وصف بالأعنف منذ الحرب على أفغانستان. ولحقت أضرار بمروحية عسكرية تابعة للقوات الأطلسية نتيجة سقوط صاروخ وقع داخل مقر لحرس الحدود الأفغاني في إقليم ننجرهار بشرق أفغانستان أمس. وأعلن الناطق الإعلامي باسم طالبان ذبيح الله مجاهد أن نشطاء الحركة أطلقوا صاروخ أرض أرض داخل مركز للقوات الأفغانية والأجنبية أثناء هبوط المروحية العسكرية مما تسبب في مقتل جميع من كانوا على متنها وعددهم 13 جندياً. على صعيد آخر، أكَّد قائد شرطة ولاية قندوز عبد الرحمن سيد خيلي التحاق 31 عنصراً من مسلحي طالبان بقيادة الملا عبدالعليم بالحكومة الأفغانية في ولاية قندوز نتيجة جهود مجلس المصالحة الوطنية التي أطلقتها الحكومة. ويؤكد المسؤولون المحليون في الشمال الأفغاني أن أكثر من 330 مسلحاً من عناصر طالبان التحقوا بالحكومة الأفغانية خلال 4 أشهر مما يؤكد نجاح فعاليات برنامج المصالحة الوطنية الرامية إلى إضعاف التمرد في هذا البلد. وتزامن استسلام ناشطي طالبان في الوقت الذي تحدثت فيه الصحافة الأفغانية أمس عن أن عشرات الزعماء من حركة طالبان أعربوا عن أنّ بإمكانهم إنشاء مكتب سياسي في بلد ثالث بهدف التفاوض على اتفاق سلام وأنهم مهتمون بتسوية سلمية للنزاع الحالي في أفغانستان. ويتوقَّع المجلس الأعلى للسلام في أفغانستان الذي تشكل بقرار من المجلس الأعلى للقبائل (لويا جيركا) وصول وفد من الحزب الإسلامي الأفغاني المعارض الذي يتزعمه قلب الدين حكمتيار إلى كابول لإجراء مباحثات حول تسوية الوضع في البلاد. وتقدم الحزب الإسلامي الأفغاني بشروط للبدء بمحادثات السلام للتسوية الأفغانية من بينها تشكيل إدارة مؤقتة ومشاركة الحزب في السلطة وإخراج جميع القوات الأجنبية من أفغانستان في غضون ستة أشهر. وكانت مجموعة محلية من طالبان قد أفرجت مساء أول أمس عن 6 زعماء قبليين من بين 21 زعيما قبلياً خطفهم مسلحو الحركة قبل حوالي 10 أيام في ولاية كنار بشرق أفغانستان. وقال قائد شرطة الإقليم خليل الله ضيائي إن طالبان أفرجت بالفعل عن 6 زعماء قبليين بعد تدخل المجلس التقليدي للإقليم، بينما تتواصل المفاوضات للإفراج عن الآخرين، نافياً قبض فدية. كما تزامن التوتر الأمني في أفغانستان مع إعلان منظمة تعنى بحقوق الإنسان في أفغانستان أن عام 2010 شهد سقوط أكبر عدد من المدنيين الأفغان منذ بدء الحرب الأميركية على أفغانستان قبل حوالي عقد من الزمن. وقدَّرت منظمة "مراقبة حقوق الإنسان في أفغانستان" عدد القتلى بحوالي 2500 شخص. واتهمت طالبان ومجموعات مسلحة أخرى بالمسؤولية عن 60% من القتلى، بينما اعتبرت القوات الأجنبية مسؤولة عن 21% من الخسائر في الأرواح. إلى ذلك، لم يتمكن البرلمان الأفغاني للمرة الثالثة من الانتخابات الداخلية من اختيار الرئيس له.