التكتلات هي جماعة فيها قوة وصلابة، وهي بمعنى كلّ قوم تشاكلتْ أَهواؤهم وأَعْمالهم، والتكتلان أي: الفريقان أو الجماعتان المتنافرتان.. ولا بد من وضع عدة خطوط تحت كلمة «متنافرتان». في مجال التعليم تكتلات متنوعة فيها من التنافر الشيء العجيب، كل طرف يقوي حُجته بما يدعمها من تعميم حديث أو خطاب قديم أو ورشة عمل، وقد يكون بدراسة تحليلية لمجتمع مختلف عن مجتمعنا، وطبعاً التكتل متجذر من الوزارة إلى الإدارة وانتقالا إلى المدرسة، هي سلسلة منتظمة وكل منها يدعم الآخر في تحزبه، وقد يتنافسون من أجل مصلحة لا تعرف الطالب أو المعلم ولكن هي بالقول الدارج (امسك لي أقطع لك). بما أنني أعايش يومياً التحزب بالمدرسة، ولا عجب أن تكون المدرسة مقسمة إلى أقسام من بضع معلمين، أولهم تلاميذ مدرسة (فن التملق لمن أراد التألق)، وهم فئة تهتم بالمدير وتُطبّل له في كل قرار ومهما حدث من نقاش عملي، تجدهم من بعيد يترقبون خلوُ الإدارة حتى يستحوذون على ألطف العبارات، ويلطفون الجو وينفخون الرأس، ومصالحهم منفذة، والحقيقة أن عملهم التعليمي لا يرتقي إلى طموح أحد ولا يصُب في مصلحة الطالب ولكن.. النوع الثاني هم تلاميذ (كل القواعد يجب كسرها)، وتجدهم حريصين على مصلحة الطالب ولكنهم تكتل مناؤئ للمدير، وأصحاب مشاكل مع التعاميم، يرون أن الحق معهم وأن الإدارة لا تهتم بهم، يجدون السبيل الأساسي في العمل البذرة الأساسية لعقل الطالب، حتى لو كان بأقل مجهود، وقد يبحث أحدهم عن الراحة مقابل الخروج أو المخالفة، وطبعاً يعيشون جوهم سعداء بما يعملون، ولذلك يعملون بكل أمانة ولا يهتمون لتقييم مدير أو وشاية منّدس. أما النوع الثالث هم تلاميذ مدرسة (معاهم معاهم وعليهم عليهم) مجموعة المحايدين، تنفذ ما يطلب وتترك ما ترغب، وتجدهم أكثر المعلمين تبسما في وجهك، هم صامتون عن الحق.. كل ما يهمهم الخروج بأقل التضحيات وأكبر المكاسب، وللصمت معهم حكاية، وأفضل ما قيل فيهم للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه (المحايد خذل الحق ولم ينصر الباطل). يتدرج التكتل ويصل إلى إدارة التعليم والأمر مختلف هناك وعلى نطاق أكبر، عنصري بغيض ليس للمهنية والتميز دور فيه، وأيضاً يدخل التكتل الشكلي أو العائلي أو التكتل المعرفي من جماعة (تعرف فلان..!! وجايك من فلان)، وليس تكتل إدارة التعليم ببعيد عن التكتل الجامعي مع الاختلاف بين الأكاديمي والموظف بالمرتبة، وقد يضاف في تكتلات الجامعات تكتل المصالح المشتركة الخارجية. ملاحظة: في الولاياتالمتحدة التعليم يعني التدريب، أما في أوروبا فالتعليم يعني السماح لك بتثقيف نفسك بنفسك، ولدينا لا زال التعليم يعني التكتل إلا إذا أصبحت المدرسة بيئة جاذبة للطالب.