يبدو أن التقنية الرقمية لن تكون محصورة في الجانب الاقتصادي أو الاستثماري البحت، وهو ما انعكس من خلال معرض الفن المعاصر «العبور»، الذي دشن فعالياته بجدة في السادس من فبراير الجاري، ينظمه المجلس الفني السعودي في نسخته السادسة، وهي مؤسسة غير ربحية تهدف إلى تطوير الفهم الفني في المجتمع. واسترعى المعرض اهتمام الحضور والفنانين الذين توافدوا من عدة دول عربية وأوروبية، لتوظيف التكنولوجيا في الأعمال المعروضة، واستخدام التقنيات الرقمية كأداة عصرية للتعبير الفني. عدد من الفنانين المشاركين قرروا إضافة لمسات فنية مغايرة، من خلال استخدام بعض تقنيات الواقع الافتراضي التفاعلي، عبر دمج تقنيات الصوت الموجه والشاشات الروباتية التفاعلية وغيرها من التقنيات المسموعة والمرئية، لإعطاء الجماليات الفنية بعض التصورات الإبداعية، كمحاولة لجذب جيل الشباب وتغيير نظرتهم صوب الفن. وأشارت المنسق الفني للمعرض الدكتورة عفت فدعق، إلى أنها راقبت عن كثب ردود أفعال الحضور والتي عبروا فيها عن سعادتهم بما يشاهدونه من أعمال وفخرهم بالفنانين السعوديين لامتلاكهم الأدوات الفنية الإبداعية التي تضاهي أعمال الفنانين العالميين. أبرز الأعمال الفنية المقدمة في المعرض، هي من أعمال الرواد والمخضرمين، كبكر شيخون وفيصل سمره، وسعيد قمحاوي، وقالت فدعق: "ما يتم هنا حوار الأجيال وتلاقح الرؤى الفنية من خلال النقاشات التي كانت تدور فيما بينهم، والتي تجسد حقيقة العبور من حاجز الزمن إلى واقع مشترك بين كل الأجيال". وسيستمر المعرض على مدار 3 أشهر، من خلال الأعمال الفنية التي تعود ل 25 فنانًا سعوديًا وخليجيًا وأوروبيًا، واستقطب أعمال ثلاثة أجيال من مبدعي الفن المعاصر في المملكة، كمحاولة لبناء جسور التواصل الفني بين الأجيال الثلاث، وتعريف المجتمع المحلي بالإبداعات الفنية المعاصرة التي وصلت لها المملكة، وهو ما يتقاطع بشكل كبير مع برنامج "تحسين نمط الحياة" (أحد برامج رؤية 2030 التنفيذية). ويضم المعرض مشاركات لفنانين عالميين من ألمانيا وبريطانيا، وستشمل فعالياته المحاضرات وورش العمل والندوات، إضافة إلى رحلات فنية إلى المنطقة التاريخية بجدة، وأكدت فدعق أنه للمرة الأولى خلال هذه الدورة تم استخدام الإنسان الآلي، للتفاعل مع الجمهور، بالإضافة إلى تسخير التقنية الحديثة في خلق تجربة تفاعلية مع المعروضات الفنية مستوحاة وتصب في مفهوم العبور. فيما الموضوع الرئيسي للتظاهرة، بحسب القائمين عليه، فيستنطق ماهية العبور بمختلف تجلياته، ويجيب على الأسئلة: كيف نعبر؟ وهل العبور يمثل الانتقال الفيزيائي أم غير ذلك؟، ثم ما هي الطبقات السيسيوثقافية المختلفة التي نستطيع العبور منها وإليها؟"، وسيتفاعل المعرض مع منطقتين، أولها بالمقر، والثاني بمنطقة جدة التاريخية تحت عنوان «الأساطير». وأضافت الدكتورة فدعق، أن المعرض الذي ينظمه على التوالي يشارك فيه 25 فنانًا سعوديًا وخليجيًا وأوروبيًا يستقطب هذا العام أعمال ثلاثة أجيال من الفنانين المشاركين، وهم: بكر شيخون، فيصل سمره، جعفر العريبي، حسين المحسن، محمد الفرج، ناصر الشميمري، آدم مايقر، جلان الغارم، مهند شونو، الجوهره، خالد زاهد، نوره المزروع، سامي الحسين، سارة أبو عبدالله، إيناس النعمي، شارلوت سبيقلدفر، ريم الناصر، نكلس بينزبرقر، عهد العمودي، سعيد قمحاوي، علي شعبان، سلمان النجم، نسرين بخيت، لورانس أبو حمدان، عبدالرحمن الشاهد.